رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هُوَذَا النَّهْرُ يَفِيضُ فَلاَ يَفِرُّ هُوَ. يَطْمَئِنُّ وَلَوِ انْدَفَقَ الأُرْدُنُّ فِي فَمِهِ [23]. إذ يحتاج هذا الحيوان الضخم إلى كمية ضخمة من الماء يُخيَّل للمرء أنه قادر على شرب نهرٍ بأكمله. إذا فاض النهر لا يهرب، بل في روية يشرب منه بغير خوفٍ أو فزعٍ. يظن بهيموث أنه قادر أن يشرب نهر الأردن كله إن اندفق في فمه. يرى البابا غريغوريوس (الكبير)أن المياه تشير إلى الشعوب، فقد فتح إبليس فمه ليشرب النهر كله، أي كل الجنس البشري، بكونهم شرابه، ومن حقه أن يبتلعهم. وإذ جاء السيد المسيح إلى نهر الأردن فتح العدو فمه ليشرب الأردن النازل فيه السيد. باطلًا حاول العدو أن يقتنص السيد المسيح، إنما سحق السيد المسيح رأس التنين في مياه الأردن. مازال العدو يفتح فمه ليبتلع نهر الأردن كله، أي ليقتنص الذين نالوا سرّ العماد وصاروا أبناء الله، لكنهم في تهاونهم يخدعهم ليرتدوا إلى البنوة لإبليس. تحدث القديس كيرلس الأورشليمي عن عطية المعمودية كتحريرٍ من سلطان إبليس - الوحش الساكن في أعماق المياه، قائلًا: [جاء في أيوب أنه كان في المياه الوحش الذي "اندفق الأردن في فمه" (أي 40: 23)، وكان يجب تحطيم رؤوسه (مز 74: 14). لهذا نزل (السيد) وربط القوي في المياه حتى ننال فيها القوة، إذ يكون لنا السلطان أن ندوس على الحيات والعقارب (لو 10: 19). كان الوحش عظيمًا ومرعبًا "لا يقدر إناء سميك أن يحتمل حرشفة واحدة من ذيله" (أي 41: 7 LXX)، ثائرًا ضد كل من يلتقي به. لقد نزل "الحياة" إليه ليلتقي معه فيسد هناك فم الموت، وعندئذ نخلص نحن، قائلين: أين شوكتك يا موت؟! أين غلبتك يا قبر؟! (1 كو 10: 55). لقد نزعت شوكة الموت بالمعمودية! ها أنتم تدخلون المياه حاملين خطاياكم، وبابتهال النعمة إذ نختم نفوسكم، لا يعود يبتلعكم الوحش المرعب.] |
|