رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَتَدْخُلُ الْحَيَوَانَاتُ الْمَآويَ، وَتَسْتَقِرُّ فِي أَوْجِرَتِهَا [8]. يرى أليهو حكمة الله ليس فقط من جهة الإنسان، وإنما حتى من جهة حيوانات البرية المفترسة. ففي فترة الشتاء حيث البرد القارس تلتزم هذه الحيوانات بالبقاء في خمول في جحورها وكهوفها، تكاد تكون بلا حركة، وهي بهذا لا تحتاج إلى طعامٍ كثيرٍ تقتات به. يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن أليهو يتحدث عن الحيوانات المفترسة، إبليس وجنوده، الذين يدخلون في قلوب الأشرار وأفكارهم ويستقرون فيها بكونها مملكتهم. أما بالنسبة للأبرار، فإن الشياطين تهاجمهم، وقد تقتحم أعماقهم إلى حينٍ، ولن يستطيعوا أن يستقروا فيها. * ماذا يقصد بالحيوان إلا عدونا القديم الذي بعنفٍ هدف نحو خداع الإنسان الأول وتشويه كمال حياته بمشورته الشريرة؟ ضد هذا جاء الوعد بكلمات النبي بخصوص إصلاح كنيسة المختارين إلى حالها القديم: "وحش مفترس لا يصعد إليها" (إش 35: 9)... أظن أنه يلزم ملاحظة أن هذا الحيوان قيل عنه ليس أنه يدخل عرينه، بل يستقر فيه. فإنه يدخل أحيانًا في أذهان الصالحين، ويقترح أفكارًا غير لائقة، ويرعبهم بالتجارب، ويسعى أن يفسد استقامة الروح بملذات الجسد. إنه يجاهد أيضًا لأن يحمل اللذة قدر ما يقبلها الشخص. إنه يدخل عقول الصالحين، لكنه لا يقدر أن يستقر فيها، لأن قلب البار ليس عرينًا لهذا الشخص. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|