رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بَعْدُ يُزَمْجِرُ صَوْتٌ، يُرْعِدُ بِصَوْتِ جَلاَلِهِ، وَلاَ يُؤَخِّرُهَا، إِذْ سُمِعَ صَوْتُهُ [4]. بعدها، أي بعد البروق أو الإنارة، حيث يُرى نور البروق يصحبه صوت الرعد. هذا ما يفعله الرب بسموه نحو الإنسان، يشرق بنوره ويرعد بصوته، لكي يتمتع بالوعود الإلهية، أو يتجاوب مع تأديباته له. "لا يؤخرها، إذ سمع صوته"، ربما يعني أنه لا يؤخر بروقه التي يشرق بها على قلب الإنسان وفكره، أو لا يؤخر المطر الذي يصحب العواصف حتى ترتوي الأرض بمياه النعمة الإلهية، وتتحول البرية إلى جنة مفرحة، تحمل ثمر الروح. يرى البعض أنه مع تأكد الإنسان من ظهور البروق وسماع صوت الرعد، يصعب عليه جدًا أن يقتفي أثار هذه الظواهر، ويحدد أماكنها وتحركاتها بدقة. هكذا يتلامس كلمة الله مع المؤمن، فتنفتح عيناه ليرى محبة الله، ويسمع الوعود الإلهية، لكنها تبقى فوق إدراكه، إذ هي فائقة بالنسبة للعقل البشري. "لا يؤخرها، إذ سمع صوته"، إذ يسمع الإنسان صوت الرعد، لا يقدر أن يمسك بالبروق ويؤخرها لكي يحدد مكانها أو مسافتها إلخ. * يا من لُدغ بخطيئة الموت ها إن الحياة معلقة إزاءك. فأنظر إلى الصليب وعش. ما لم تنظر إليه تموت. اسقط عليه كالميت على عظام اليشع (2 مل 13: 21). اسمع صوته مثل لعازر من شقوق الهلاك. لا تقطع رجاء حياتك، لأن رجاءك ثابت فيه. فالميت لا يشمئز من الاتكال على باعث الحياة. ليس حسنًا لمن فيه جرح أن يبتعد عن باب الأسي... من واجب الخاطي الذي يلح ألا يكف عن أن يطلب المراحم حتى إذا لم ينل الغفران. إن ظن الخاطي في نفسه أنه لا يستحق المراحم، وهو يعلم أنه غير مستحقٍ لنوالها لا يكف عن التوسل. هذا ما يستحق المراحم. القديس مار يعقوب السروجي |
|