رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله كامل وعظيم ومهوب الْقَدِيرُ لاَ نُدْرِكُهُ. عَظِيمُ الْقُوَّةِ وَالْحَقِّ وَكَثِيرُ الْبِرِّ. لاَ يُجَاوِبُ [23]. إن كان الله يقترب نحو أيوب خلال بهاءٍ منظورٍ تحفه السحب والعواصف ويجلس على عرش من ذهبٍ مصقول، لكن -في رأي أليهو- يستحيل لأحدٍ ما أن يدرك الله، فإن عظمته فائقة للغاية، وقدرته لا تُحد، وهكذا عدله وبرّه. وأنه يليق بأيوب أن يعلم مقدمًا أن ظهور الله له لا يعني أن سيجاوب على أسئلته، فليس من حق الخليقة أن تستجوب الله، وهي عاجزة عن إدراك حكمته. لِذَلِكَ فَلْتَخَفْهُ النَّاسُ. كُلَّ حَكِيمِ الْقَلْبِ لاَ يُرَاعِي [24]. يليق بالبشر حين يلتقون بالله أن يعترفوا أنهم خطاة وجهلاء وبائسون، يخشون القدوس الحكيم وحده. لا يحابي الله إنسانًا كمن هو حكيم في عينيه، لأنه أية حكمة تُنسب لإنسان ما إن قورنت بالله كلي الحكمة والعلم والمعرفة؟ أي صلاح ينسب إليه إن قورن بالقدوس وحده؟ هكذا يختم أليهو حديثه بطريقة مختلفة تمامًا عن الثلاثة أصدقاء. يختمه بإبراز عظمة الله وجلاله وحكمته وقدرته التي يليق بكل إنسان - مهما كانت قدرته ومواهبه - أن يخضع في انسحاق أمام الله. ختم حديثه بأنه يرى العظمة الإلهية تقترب لتلتقي مع أيوب كسحابةٍ من ذهب بهي مصقول، ويود أن يتهيأ أيوب لهذا اللقاء بالكف عن التذمر والشكوى، وأن يعترف بأعمال الله العظيمة وعدله وبرّه. يرى أليهو أن الرب قادم، ويليق أن يتوقف كل حديث بشري أو جدال، ليخضع الكل في صمتٍ، وينصتوا للصوت الإلهي. يكفينا أن نقتنع بأنه يعمل بعدلٍ [23-24]. |
|