هذا هو الأساس العظيم الذي يبني عليه الرسول بولس تعليمه في رسالة كولوسي، حيث يُعدَّد لنا سبع صفات للمسيح يجب أن تنعكس في حياة كل مؤمن هنا على الأرض «أحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هَكَذَا انْتُمْ أيْضًا» (كولوسي٣: ١٢، ١٣). وأيضًا في رسالة أفسس يُوصينا: «وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ» (أفسس٤: ٣٢). فإذا كنا مولودين من الله، فنحن مغفورو الخطايا، ولذلك فعلينا نحن بدورنا أن نغفر للآخرين. فالشخص الذي يقبل الغفران من إله كل نعمة، يجب عليه أن يحفظ قلبه، حارسًا إياه ضد الحقد والغلاظة عندما يُسـيء أو يُخطئ إليه أحد، بأية طريقة كانت.
نعم.. ما أحوجنا إلى غفران المسيح وحنُّوه لشفاء أنفسنا من المرارة والرغبة في الانتقام، ولشفاء جراح الآخرين وقساوة قلوبهم!