منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 04 - 2023, 01:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,216

لحظة قمة إيمان مريم




لحظة قمة إيمان مريم

جاول ان تفكر ما هي تلك اللحظة الأعلى في الإيمان بالنسبة لمريم. لقد تأمل البابا يوحنا بولس الثاني في كيف متعارض الصليب كما يبدو من وجهة النظر البشرية عما سمعته مريم اول مرة من الملاك عند البشارة، ففي ذلك الوقت قيل لها ان إبنها سيكون “عظيما” وان الله سيعطيه “عرش داود أبيه”، وانه” سيملك على بيت يعقوب للأبد” و” ان مملكته لن تزول”:”هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ»(لوقا32:1-33).

والآن تقف عند اقدام الصليب وماذا تشهد مريم بعيون بشرية ما يظهر على انه “انكار تام لتلك الكلمات”. عند الجلجلثة، كل شيئ قاله الملاك جبرائيل لمريم عن ابنها ومملكته التي لا تنقرض يبدو ويثبت انه خطأ. كما قال البابا يوحنا بولس الصاني انه فقط الإيمان القوي يستطيع ان يتحمل ويحملها خلال تلك الساعة المظلمة ويقدر ان تذكرها بأن تظل تلميذة مؤمنة تقف عند صليب ابنها الوحيد. كم هو عظيم وفوق الطبيعة طاعة الإيمان الذي اظهرته مريم امام وجه الله وكيف انها انكرت ذاتها وسلمته لله بدون تحفظ ومقدمة كل إرادتها له هذا الذي تفوق طرقه كل عقل او تصور:”يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ!”(رومية33:11).

ماذا يا ترى نرى؟ على قمة الجـبل الحـجري..عــُلق الـمــلك..

مــلك علـى رأســه إكليل ليس من ذهب بل من شــوك، وعرشــه ليس من عاج مرصع بل من خشب السنط، ومـلك علامـة ملكه ليست نسراُ أو صقراً..بل لوحـة مكتوبة للسخرية ولا يقف بـجواره وزراء ومشيرين بل يقف عن يمينه ويساره لـصان، وأرض قصره ليست من الـمرمـر بل من حجارة وجماجم موتـى. مـلك يقف الجميع من حوله لا ليهتفوا بحياته أو ليـمجدوه بل ليستهزؤا به وتهتف الجماهير على الأرض بـموته وأمـا السماء فتظلم والأرض تتزلزل تمجيداً له. مـلك ينظر من فوق عرشـه ليجد قائد مـِئة وحراس ورؤساء كهنة ولاويين ومعلمين وخائن ينظر يـائسا من بعيد بعد ان أيقن انه أسلم دمـا بريئـاً وتلميذُ تحمس ذات يوم لأن يموت عوضا وها هو ناكرُ الآن للمعرفة أمام جارية، ومـختارين خافوا وتركوه وحيداً، ونسوة كن يخدمنه يقفن من بعيد، وقيراوني أعانه على طريق الجلجثة ولص وقاتل أُطلق عِوضــا عنه، وأعضاء مـجلس إجتمع أعضاؤه السبعون بطريقة عجيبة للحكم بأدلة مشبوهة، وإبنة الـمجدل من رَحمها ذات يوم والتـلميذ الحبيب الذى كان يتكئ على صدره، وكذلك أم تبكي فى صمت.

خلال حياة القديسة مريم ومنذ دعاها الله لكي تسلّم نفسها لخطة الله الخلاصية للبشر وتخضع كيانها كله وحياتها من أجل أسرار لم تنكشف بعد لها وقادتها تلك الرحلة خلال الفقر والمعاناة ولحظات من عدم التأكد وعدم الفهم. ولكن الآن لقد أُخذت الي جبل الجلجلثة حيث في يوم الجمعة العظيمة تشهد ليس قبول المجد من إبنها كملك بل رفض كامل وتعذيب ثم موت على خشبة. هنا تواجه مريم اختبارها العظيم للإيمان، فمن وجهة النظر البشرية لا يشبه المسيح أي ملك على الإطلاق فهو مضروب ومعرّى ومجروح ومسمّر على صليب. يسوع يشبه انسان فشل بطريقة مأساوية يسخرون منه ويقتل من أعداؤه. صلبه على أيدي الرومان واعداؤه وامام ووسط شعبه يبدو علامة لنهاية ملكوت الله والذي جاء ليعلن عنه ولكي يؤسسه هنا على الأرض. ولكن مريم يتم تحديها بشكل قوي لكي ترى ما أراد ان يظهره انجيل يوحنا – ان صليب يسوع هو في الحقيقة عرشه، فعندما “يُرفع” على الصليب يظهر كملك وان رئيس هذا العالم- الشرير- قد طرح خارجا:” اَلآنَ دَيْنُونَةُ هذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ خَارِجًا. وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ»(يوحنا31:12-32).

في تلك اللحظة الحرجة بينما لا يوجد أي سند بشري يعضد مريم والشيئ الوحيد الذي يمكن ان

تعتمد عليه هو إيمانها بأن المعلّق على الصليب هو في الحقيقة إبن الله والذي سيملك للأبد، إيمان بأنها في الحقيقة “أم ربي” كما قالت لها اليصابات يوما ما، إيمان بأن ذلك هو “السيف” في حقيقته كجزء من خطة الله كما تنبأ سمعان الشيخ في القديم وان ابنها مرة أخرى يقوم بعمل “أبيه السماوي”. عندما وجدت مريم نفسها واقفة تحت الصليب فهي بلا شك تعاني من حزن عظيم، ولكن كتلميذة مؤمنة حتى النهاية فلن تتزعزع وهي أيضا تقف تحت الصليب مؤمنة وواثقة في خطة الله من اجل إبنها ومتذكرة كل ما كُشف لها من قبِبل الملاك والرعاة ونبؤات العهد القديم ويسوع نفسه. لقد علّم القديس البابا يوحنا بولس الثاني بأن إيمان مريم في تلك اللحظة يشمل الإيمان بكلمات إبنها للرسل والتلاميذ من انه:” أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ”(متى21:16)، وهكذا استخلص البابا يوحنا بولس الثاني من ان رجاء مريم عند وقوفها تحت الصليب يشمل نور اقوى من الظلمة هذا الذي قد غمر قلوب كثيرة.

صلاة: يا قديسة مريم، حرريني من اي محبة ارضية زائلة واي خطيئة تبعدني عن ابنك يسوع.

اكرام: امتنع عن التلفظ بالكلام الجارح او البذيء ولا تحلف باسم الله بالباطل

نافذة: يا سلطانة الرسل علمينا طريق الخير
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لحظة انتقال مريم العذراء هي لحظة قطف ثمار حياتها على الأرض
من ميزات إيمان مريم: إيمان بلا جدال
من ميزات إيمان مريم: إيمان بلا خوف
من ميزات إيمان مريم: إيمان بلا شك
شاهد.. لحظة غرق مركب الطفل السوري إيلان


الساعة الآن 08:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025