هذا هو الحديث الثالث لأليهو، الأول وجهه إلى أيوب بصفة خاصة، والثاني إلى أصدقائه مع أيوب، وكان ينتظر أن يتكلم أيوب. وإذ لم يتكلم أيوب تحدث أليهو معالجًا الأمور التالية: أولًا: ظن في أيوب أنه في وسط ضيقته تشكك في الانتفاع بالسلوك بالبرّ والامتناع عن الشر، كأن البرّ لا يفيد المرء، ولا الخطية تضره. ثانيًا: أكد أن الله ليس في حاجة إلى صلاح الإنسان، كما لا يضره شيء من شرورنا. ثالثًا: يسمح الله بعدم التدخل السريع وسط ضيقتنا، لأننا عوض الصراخ إليه يبتلعنا الضيق، ويحصر نفوسنا. وكأنه ينتظر تحويل بصيرتنا من الضيق إليه شخصيًا. رابعًا: قد نصرخ إلى الله ولا يستجيب، لأننا حتى في صراخنا لا نحمل روح التواضع والخضوع، وإنما روح التذمر.