رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يُسَلِّمُ الرُّوحَ كُلُّ بَشَرٍ جَمِيعًا، وَيَعُودُ الإِنْسَانُ إِلَى التُّرَابِ [15]. إن أراد الله، فمن حقه أن يزيل كل البشرية؛ فلماذا يشكو الناس من فقدان الصحة أو الخيرات الزمنية أو الأقرباء، ويظنون أن الله غير عادل؟ * "كل جسد يسقط جميعًا، ويعود الإنسان إلى التراب" [15]. لأن كل جسد يسقط تمامًا عندما لا يعود بعد يكون عبدًا لعواطفه... فكلما بدأ الإنسان أن يحيا للعلويات، يموت عن السفليات... جسد بولس هلك تمامًا عندما قال: "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيٌ" (غل 2: 20). بحق أضاف أليهو في هذا الموضوع: "يعود الإنسان إلى التراب". لأن كل من ينشغل بالخطية ينسى حاله المائت، وبينما ينتفخ بالكبرياء، لا يذكر أنه تراب. ولكن بعدما تلمسه نعمة الاهتداء بروح التواضع عندئذ يستدعي في ذهنه أنه تراب. عاد داود إلى التراب عندما قال: "أذكر يا رب أننا تراب" (مز103: 14). وعاد إبراهيم إلى التراب، قائلًا: "قد شرعت أكلم ربي وأنا تراب ورماد" (تك 18: 27). مع أن الموت لم يكن بعد قد حلل الجسد الحي إلى تراب، لكن في رأيهما أنهما كانا هكذا حسبما سبقا فنظراه دون تشكك فيما سيحدث. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|