منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 04 - 2023, 01:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

أيوب | باستخدام الأحلام والرؤى




باستخدام الأحلام والرؤى

لَكِنَّ اللهَ يَتَكَلَّمُ مَرَّةً،
وَبِاثْنَتَيْنِ لاَ يُلاَحِظُ الإِنْسَان ُ[14].
لعل أليهو يقصد أن الله تكلم مع أيوب حين كان في وسع ولديه خيرات كثيرة، وإذ لم يسمع لله تكلم معه بلغة الضيقات المتوالية، ومع هذا لم يدرك أيوب مقاصد الله ولم يفهم كلماته. هكذا يكلمنا الله أحيانًا بلغة الألم والضيق لكي ينقينا، فنسمع صوته، ونراه متجليًا في حياتنا.
"كل ما يأتي بثمرٍ ينقيه ليأتي بثمرٍ أكثر" (يو 15: 2).
"مرة واحدة تكلم الرب، وهاتين الاثنتين سمعت أن العزة لله" (مز 62: 11).
يستخدم كل وسيلة ليتحدث معنا، تارة خلال الخيرات الكثيرة التي يهبنا إياها، وتارة خلال كلمته المقدسة، وأحيانًا خلال الأحلام والرؤى، وإذ لا نسمع له يحدثنا بلغة الضيقات والآلام، كالأمراض أو المتاعب في العمل أو الخسائر المادية أو المعنوية إلخ.
ويرى البابا غريغوريوس (الكبير)أنه لأمر طبيعي للقلب المتألم، إذ يرى الأمور تسير على خلاف ما يشتهيه، يشتاق أن يسمع إجابة من الله لماذا تسير الأمور في هذا الطريق، وليس في ذاك. يشتاق أن يجد تفسيرًا للأحداث التي تمر به. يجيبه أليهو أن الله لا يجيب الإنسان في حديث خاص منفرد مع قلب الإنسان، إنما يقدم الإجابة خلال الأسفار المقدسة مرة وليس مرتين، أي لا حاجة أن يقدم لنا الله الإجابة مباشرة كأنه يكرر ما سبق فأعلنه خلال الكتاب المقدس، لكن الإنسان لم يلاحظ إجابة الله له. يليق بنا أن ندرك إجابة الله خلال معاملاته مع من سبقونا بكونهم أمثلة للآتين من بعدهم، ولا نتوقع أن يكرر الإجابة للمرة الثانية (أي 14:33)..
يقدم لنا مثالًا لذلك أنه إذ تحل بنا ضيقة نجد تعزيتنا فيما حلّ بالقديس بولس حيث كان يعاني من ضعف الجسد، وقد سمع الصوت الإلهي: "تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تكمل" (2 كو 9:12). لقد قيل هذا للقديس بولس حين عانى من الألم، لكي لا يُقال هذا لكل واحدٍ بمفرده، بل يُحسب هذا القول مُقدمًا لكل متألمٍ.
لقد تكلم الآب مرة، حيث وُلد الكلمة الإلهي أزليًا، وليس من كلمة أخرى يلدها تشاركه الجوهر الإلهي وتساويه في ذات الجوهر.


فِي حُلْمٍ فِي رُؤْيَا اللَّيْلِ،
عِنْدَ سُقُوطِ سُبَاتٍ عَلَى النَّاسِ،
فِي النُّعَاسِ عَلَى الْمَضْجَعِ [15].
يقصد بالنعاس slumbering النوم الخفيف، فيكون الإنسان في حالة ما بين النوم واليقظة.
سبق فقال أيوب: "تريعني بالأحلام، وترهبني برؤى" (أي 7: 14). وكان يليق به أن يدرك أن الله يود أن يقدم له رسالة معينة خلال هذه الأحلام المريعة والرؤى المرهبة. جاء في النسخة السريانية: "ليس بالشفاه يُعلم، وإنما بالأحلام والرؤى في الليل".
حينما يكون الإنسان في هدوء، بعيدًا عن ارتباكات الحياة والمشاغل اليومية، كمن هو في غفوة نومٍ، يمكنه أن ينصت إلى الصوت الإلهي وسط هدوء أفكاره وانفعالاته الداخلية.
* ماذا يُقصد بكلمة الله أنه يُعرف لنا في حلمٍ إلا أننا لا نتعلم أمور الله السرية مادمنا في يقظةٍ في الشهوات العالمية. ففي الحلم تستريح الحواس الخارجية، ويمكن تمييز الأمور الداخلية. إذن، إن أردنا التأمل في الأمور الداخلية، فلنسترح من الانشغالات الخارجية. بالحقيقة يُسمع صوت الله كما في حلمٍ، عندما تكون الأذهان في راحة، نستريح من ضجيج هذا العالم، فنفكر في الوصايا الإلهية في أعماقها، في السكون العميق للذهن.
هكذا إذ يُلزم القديسون خلال ضرورة الالتزامات أن ينشغلوا في أمور خارجية، يعودون دومًا في شغفٍ لدراسة أسرار قلوبهم. بهذا يصعدون إلى علو الفكر الخفي، ويتعلمون كما لو إلى الناموس الذي على الجبل، عندما يضعون جانبًا قلاقل الأعمال الزمنية، ويتأملون في أحكام الإرادة الإلهية. هكذا موسى نفسه كثيرًا ما انسحب إلى خيمة الاجتماع في أمورٍ متشكك فيها، يسأل الله خفية، ويتعلم القرارات التي يلزم أن يتخذها... هكذا في نشيد الأناشيد، العروس القائلة: "أنا نائمة، وقلبي مستيقظ" (نش 2:5) سمعت صوت العريس في أحلامٍ...
ولما كان جميع القديسين -ماداموا في هذه الحياة- ينظرون أسرار الطبيعة الإلهية فقط خلال تشبيهات (إذ لم يقتنوا بعد نظرة أكثر وضوحًا عنها ليروها كما هي)، لذلك بعدما قال أليهو إن الله يتكلم معنا في حلمٍ، بحقٍ أضاف: "في رؤيا الليل". لأن الليل هو الحياة الحاضرة، ومادمنا نحن فيها، نتغطى بضبابٍ خفيفٍ من التصورات غير الأكيدة قدر ما نهتم بالأمور الداخلية. أضاف بطريقة لائقة: "ينعسون في مضاجعهم". لأنه بالنسبة للقديسين النعاس في مضاجعهم هو أن يستريحوا في حجال العقل. هكذا مكتوب: "ليبتهج القديسون بمجدٍ، ليفرحوا على مضاجعهم" (مز 5:149).
البابا غريغوريوس (الكبير)
* يأمر الرب أن يترك (الإنسان) حياته المرتبكة ويلتصق بالواحد، يقترب من نعمة ذاك الذي يقدِّم الحياة الأبديَّة .

القديس إكليمنضس السكندري
* كانت مرثا تهتم أن تُطعم الرب، وأما مريم فاهتمت أن يُطعمها الرب. بواسطة مرثا أُعدَّت الوليمة للرب، هذه الوليمة التي ابتهجت فيها مريم .

* أقول إنه في هاتين المرأتين مُثِّلت الحياتين: الحياة الحاضرة والحياة العتيدة؛ حياة الجهاد وحياة الراحة؛ حياة الحزن وحياة الطوباويَّة؛ الحياة الزمنيَّة والحياة الأبديَّة...
ماذا تحمل هذه الحياة؟ لست أتكلَّم عن حياة شرِّيرة، رديئة، خبيثة، مترَفة جاحدة، بل هي حياة جهاد مملوءة آلامًا، ومخاوف، تُفقدها التجارب سلامها... وأقول إن الحياتين غير ضارِّتين، بل ومستحقَّتان المديح، لكن واحدة مملوءة تعبًا والأخرى سهلة...
في مرثا نجد صورة للأمور الحاضرة، وفي مريم الأمور العتيدة.
ما تفعله مرثا نفعله نحن الآن، ما تفعله مريم نترجَّاه لنفعل العمل الأول حسنًا فننال الثاني كاملًا .
القديس أغسطينوس
*الخير الأعظم لا يكمن في الأعمال في ذاتها مهما بلغ شأنها، وإنما في التأمَّل في الرب، الذي هو بالحقيقة هو "الأمر الواحد"... أما قوله: "لا ينزع عنها"، فقد كشف أن نصيب الأخرى يمكن أن يُنزع عنها، لأن الخدمات الجسديَّة لا يمكن أن تبقى مع الإنسان أبديًا، أمًا اشتياق مريم فلن يكون له نهاية .

الأب موسى
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الإنسان التقي الحكيم يُمَيِّز الأحلام والرؤى التي من عند العليّ
ماذا نفهم هنا عن الأحلام والرؤى سوى تصورات
الدفاع باستخدام الرفص باستخدام الأقدام
علماء يقتربون من إنتاج أجنة صناعية باستخدام خلايا جذعية
**لاتصدقــوا أن الأحلام بلا ثمن فبعض الأحلام ثمنها العمر *


الساعة الآن 11:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024