رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بصبرٍ احتمل ما سبق فقالوه هَأَنَذَا قَدْ صَبِرْتُ لِكَلاَمِكُم. أَصْغَيْتُ إِلَى حُجَجِكُمْ، حَتَّى فَحَصْتُمُ الأَقْوَالَ [11]. كأنه يقول لهم: "كنت أنصت إلى كلامكم، وأصغي إلى حججكم، فوجدتكم محبين للجدال، تبحثون عن كلمات مجردة من هنا وهناك، ولم يشغلكم في الأمر سوى وجود كلمات أيا كانت لتحقيق ما في داخلكم من نحو أيوب، لا أن تتلامسوا مع الحق، وتقدموا حبًا. وهو بهذا يتهمكم على أسلوبكم في الحوار. فهو أسلوب من يريد أن يغلب ويتفوق بالكلمات، لا من يبني نفسه والآخرين. ما كان يشغلهم في كل حوارهم أن ينازعوا أيوب، وها هم قد فشلوا في نزاعهم العقيم. * عندما تلتقي بإنسان محب للمجادلات، ويبدأ يجادل معك فيما هو بديهي وحق، اقطع الحديث وانسحب سريعًا، إذ تَحوَّل ذهنه إلى حجر. فكما أن الماء يفسد أجود أنواع الخمور، هكذا المناقشات الغبية تفسد الفضلاء في السيرة وفي طباعهم. القديس أنطونيوس الكبير * إذا ابتعدَت النفس من كل مناقشةٍ وتشويشٍ واضطرابٍ؛ فإنّ روح الله يدخل فيها وتلك التي كانت عاقرًا تصير مثمرة. الأب بيمين فَتَأَمَّلْتُ فِيكُمْ، وَإِذْ لَيْسَ مَنْ حَجَّ أَيُّوبَ، وَلاَ جَوَابَ مِنْكُمْ لِكَلاَمِهِ [12]. أوضح فشلهم في الحوار، فقد عجزوا عن إقناع فكر أيوب وتغييره، كما فشلوا في تقديم إجابات مقنعة على أسئلته. لقد نطقوا بكمٍ هائل من الكلمات، عجزت عن إزالة ما في فكر أيوب. فَلاَ تَقُولُوا: قَدْ وَجَدْنَا حِكْمَةً. اللهُ يَغْلِبُهُ لاَ الإِنْسَانُ [13]. هنا يبرز أليهو ما وراء حوارهم ومناقشاتهم، فقد ظنوا في أنفسهم أنهم قادرون على إقناعه بحكمتهم الخاصة، مع أن الإنسان يحتاج إلى إقناع داخلي صادر عن الله، الذي وحده يغلب الفكر ويُخضعه، الأمر الذي يعجز عنه الإنسان مهما كانت قدراته اللغوية والفلسفية. لم يسمح الله لهم بالنصرة في حوارهم حتى لا يعتدوا بحكمتهم الذاتية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن كان أحد يحتمل تدبير الرب بصبرٍ |
لأنني أحتمل بصبرٍ الذين أنتهرهم |
داني بسترس |
الحكمة تسترُ جراحنا |
طول الأناة-احتمل موسى شعبه القاسى..احتمل داود سخط شاول..احتمل بولس أهل لسترة |