رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة" (يو13: 27) الملاحظ هنا أن السيد المسيح قال هذه العبارة ليهوذا، على سبيل التوبيخ والإنذار للتوبة. لأن يهوذا هو الذي كان يتعجل أي فرصة مواتية، ليذهب سريعًا إلى رؤساء الكهنة الذين كانوا ينتظرون مجيئه بفارغ الصبر. لم يقل له السيد المسيح "اذهب بسرعة لتسلمني لليهود". ولكن قال: "ما أنت تعمله" تاركًا له حرية الاختيار بين أحد أمرين: ·إما أن يعمل عمل التوبة بسرعة فيتأهل للتناول من جسد الرب ودمه، إذ يترك عنه الخيانة ويبقى مع التلاميذ. ·أو أن يخرج سريعًا ويخلى المجال، ليتمكن السيد المسيح في العلية من تأسيس سر العشاء الرباني، الذي لا يستحق يهوذا أن يشترك فيه، وبحيث يتم ذلك قبل القبض على السيد المسيح في البستان. وقد اختار يهوذا -كما سبق السيد المسيح وأنبأ- الخيار الثاني. وخرج للوقت لأنه كان قد سلّم قلبه بالكامل للشيطان.. وبعد خروجه ومعه شيطان قلبه، بدأ السيد المسيح في تقديس القربان إذ قال "الآن تمجّد ابن الإنسان وتمجّد الله فيه" (يو13: 31). لم تكن لقمة الفصح اليهودي التي أعطاها السيد المسيح ليهوذا قبل خروجه هي السبب في دخول الشيطان فيه. أما قول الكتاب "بعد اللقمة دخله الشيطان" (يو13: 27)، فهو مرتبط بقوله السابق لهذا الأمر "وقد ألقى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الإسخريوطي أن يسلِّمه" (يو13: 2). كان السبب الحقيقي لدخول الشيطان في يهوذا، هو إصراره على الخيانة، بالرغم من محبة السيد المسيح وتحذيراته له. وتخلى النعمة عنه في نهاية الأمر لأنه لم يستحقها، بل رفضها وبإصرار.. والنعمة لا تفرض وجودها على أحد.. أليس هذا هو ما حذر منه السيد المسيح من التجديف على الروح القدس؟.. وهو ما ينتج عن رفض التوبة وبإصرار إلى النهاية؟! |
|