* يحسب أنه لأمر مجحف لحنوه أن يأكل وحده ما قد خُلق للعامة... لكن هذه الأحشاء الفائقة الحنو، هل اجتذبها لنفسه بنفسه، أم نالها بنعمة خالقه، دعنا نعرف ذلك. "بل منذ طفولتي كبر عندي الحنو، ومن رحم أمي خرج معي" [18]. فبالرغم من تعهده للأمر بناء على أمره (أي جهاده) لكي ينمو الحنو فيه، فمن الواضح أن هذا الأمر لم يكن في سلطانه أن يخرج معه من الرحم. واضح أنه لم ينسب شيئًا إلى صلاحه الذاتي، إذ يقدم شهادة أنه نال هذا خلال عطية خالقه. نال الصلاح الذي يمارسه منذ خلقته. بهذا يقرر تسبيحه للخالق، فما لديه ناله منه ولم ينل حنوه من آخر.