رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غَرِيبٌ لَمْ يَبِتْ فِي الْخَارِجِ. فَتَحْتُ لِلْمُسَافِرِ أَبْوَابِي [32]. يقدم لنا القديس أمبروسيوس تفسيرًا رمزيًا، حيث يرى في المؤمن الحقيقي أن يتمثل بأيوب فيدخل بالغرباء عن الإيمان إلى بيته، الذي هو كنيسة الله. أيوب البار رمز للسيد المسيح، وبيته رمز للكنيسة. يشتاق السيد المسيح أن تُفتح أبواب كنيسته فيدخل إليها كل غريب. يغتسل الكل بدمه الثمين، ويتمتعون بعطايا الروح القدس، ويصيرون من أهل بيت الله. إن كانت البشرية كلها تمثل قافلة دائمة الحركة، فأبواب مراحم الله مفتوحة لهم، ليتمتعوا ببركات عمل الله الخلاصي، أثناء رحلتهم في هذا العالم. * انزع الإرادة الصالحة من الناس تكون كمن نزع الشمس عن العالم. بدونها لا يعود يبالي الناس بإظهار الطريق للغريب، ولا أن يردوا الضال، ولا أن يظهروا سخاءً. هذه فضيلة ليست هينة. فبسببها مدح أيوب نفسه بقوله: "غريب لم يبت (خارج أبوابي)، فتحت للمسافر بابي" (أي 32:31)... هكذا توجد الإرادة الصالحة في هذه كلها، مثل ينبوع مياه ينعش الظمأى، ومثل نور يشرق على الآخرين، ولا يمنع ضياءه عن الذين يقدمون النور للغير . القديس أمبروسيوس *الفقر والغنى هما سلاحان متشابهان، بهما نخدم الفضيلة إن أردنا... لكي نتعلم أن هذا حق، فلنذكر حالة أيوب، الذي صار غنيًا وأيضًا فقيرًا، واستخدم هذين السلاحين بطريقة متشابهة، غلب بالاثنين. فعندما كان غنيًا قال: "فتحت لكل مسافرٍ بابي" (أي 32:31). وعندما صار فقيرًا قال: "الرب أعطى، الرب أخذ، ما يحسن في عينيه يفعله" [(أي 21:1) LXX والفولجاتا]. عندما كان غنيًا أظهر كرم الضيافة، وعندما كان فقيرًا قدم صبرًا كثيرًا . * ليس فقط ما نعطيه صدقة، وإنما ما نحتمله بثبات عندما يسلبنا آخرون مما لنا، كلاهما يقدمان لنا ثمرًا عظيمًا. ولكي تدرك أن الأمر الأخير بالحق هو أمر أعظم أقدم شهادة مما حلّ بأيوب. عندما كان مالكًا لثروةٍ فتح بيته للفقراء، مقدمًا ما لديه لهم. لكنه لم يكن مشهورًا عندما فتح بيته للفقراء بقدر ما صار عليه عندما سمع أن بيته سقط ولم يقبل الخبر بصدر ضيق. لم ينل شهرة عندما كسا العراة بجلد غنمه، مثلما اشتهر وعُرف عندما سمع أن نارًا سقطت على قطعانه وأحرقتها جميعًا ومع هذا قدم شكرًا. قبلًا كان محبًا للناس، والآن صار محبًا للحكمة. قبلًا كان حنونًا على الفقراء، الآن يقدم شكرًا للرب... لقد عرف أن الله كان يدبر كل الأمور للخير . القديس يوحنا الذهبي الفم |
|