رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَغَوِيَ قَلْبِي سِرًّا، وَلَثَمَ يَدِي فَمِي [27]. يؤكد أيوب البار أن الأوثان والذهب والحجارة الكريمة وكثرة الغنى لم يستطع هذا كله أن يخدع قلبه سرًا، بمعنى أنه ليس فقط لم يمارس أي نوعٍ من التشامخ والكبرياء والعبادة الوثنية عمليًا، وإنما ولا تسلل خفية إلى قلبه. وضع اليد على الفم وتقبيلها، عادة يمارسها الكثيرون حين تنشغل قلوبهم بشيءٍ محبوبٍ لديهم جدًا أو مُعجبون به للغاية، فيعبرون عما في قلوبهم بإرسال قبلات من الفم خلال اليد مع الإشارة إلى من أو ما يحبونه. هكذا لم يشغله الغنى ولا الأصنام ولا أحب هذه الأمور، ولا بعث إليها بقبلاته. * بسط اليد إلى الفم هو التناغم بين الصوت والممارسة. فيقبل يده بفمه من يمتدح ما يمارسه، فهو يشهد لحديثه باستحقاقات ممارسته العملية. في هذه الحالة، من هو المحُتِقر إلا الذي ينال ذات العطايا لممارستها (وينسبها لنفسه)؟ حسنًا يقول الكارز العظيم: "أي شيء لك لم تأخذه؟ وإن كنت قد أخذت، فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ؟" (1 كو4: 7). الآن يعرف القديسون أنفسهم أنهم من سلالة أصلٍ فاسدٍ، حيث أنه منذ سقوط أبينا الأول والنعمة هي التي تغيرنا إلى ما هو أفضل من جهة الاشتياقات والأعمال... يدركون أنهم نالوا قوة للجهاد. هكذا يخبر الطوباوي أيوب عن الأمور الصالحة الذي يمارسها، لكنه لم ينسبها إلى عمله مطلقًا. على العكس يسبح خالقه، ويجحد أنه قبَّل يده بفمه. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|