رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نقاوة في الداخل والخارج إِنْ حَادَتْ خَطَوَاتِي عَنِ الطَّرِيقِ، وَذَهَبَ قَلْبِي وَرَاءَ عَيْنَيَّ، أَوْ لَصِقَ عَيْبٌ بِكَفِّي [7]. يؤمن أيوب البار بعدم تمزيق الحياة إلى حياة داخلية وأخرى خارجية، فللإنسان حياة واحدة، كل ما بالداخل والخارج يتفإعلان معًا. فلا عزل بين النظرة بالعين والبصيرة الداخلية، ولا بين ما في القلب والسلوك الظاهر. يليق بالمؤمن أن يتقدس داخليًا وخارجيًا، في فكره وأحاسيسه وقلبه وكلماته وسلوكه. إنه كان يخشى من الخطايا سواء في السلوك العملي حيث تُحيد خطواته عن طريق الحق، وخلال النظرة، فينحرف قلبه بسبب نظراته، وفي ممارسة الظلم حيث يلتصق العيب بكفه. * انظروا أيضًا كيف أنه بحفظ النشاط الداخلي عاد إلى تدريب الأعضاء الخارجية. فإن حدث أن طمع القلب في شيءٍ ممنوعٍ، يلزم حفظ العين بالتعليم والتهذيب حتى ترفض التطلع إليه... لنتطلع إلى ضمائرنا من خلال هذه النقاط، ونرى سمو هذا الإنسان بالنسبة للانحطاط الذي غطست فيه صدورنا. فإن حدث أنه تخيل أمورًا غير لائقة، يقوم سريعًا بقتلها وهي بعد في أعماق القلب، وذلك بسيف الغيرة المقدسة. إنه لا يسمح لهذا التخيل أن يتحول إلى عملٍ... إنه لا يُسمح للخطية أن تتحول إلى عمل إن قُتلت داخليًا في موقع ميلادها. البابا غريغوريوس (الكبير) أَزْرَع،ْ وَغَيْرِي يَأْكُلْ، وَفُرُوعِي تُسْتَأْصَلْ [8]. يعلن أيوب التزامه أن يسلك في كل شيء بروح الحق، لأن من لا يسلك هكذا يفقد البركة الإلهية، فيزرع ولا يحصد شيئًا، بل يحصده آخر ويتمتع به. لا يكون له ثمر في حياته أو في نسله إذ "فروعه تُستأصل". * بحسب الإعلان (الكتاب) المقدس ندعو الكرازة بكلمات الحياة غرسًا. يقول النبي: "طوباكم أيها الزارعون على كل المياه" (إش 32: 20). يُرى الكارزون بالكنيسة المقدسة زارعين على كل المياه، إذ يقدمون كلمات الحياة، مثل حنطة الخبز السماوي، لكل الشعوب البعيدة الممتدة. يقول الحق: "طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني" (يو 4: 34). فإن كان أيوب يمتنع عن أن يفعل شيئًا يقول: "لأزرع، وغيري يأكل". يقول في وضوح: ما ينطق به لساني لا أقوم أنا بممارسته، بل آخر. فإن الكارز الذي طرقه تختلف عن كلماته يزرع ويسير جائعًا، بينما آخر يأكل. إذ لا يقتات بحصاده عندما يكون سلوكه خاطئًا، عندما يكون غير متفق مع استقامة كلماته. ولما كان التلاميذ غالبًا عندما يسمعون من معلمهم ما هو صالح بدون عمل يهلكون بسبب تصرفاتهم، لذلك بحقٍ أضاف: "وفروعي تُستأصل" [8]. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنت كل شيء لي من الداخل والخارج |
ما بين الداخل والخارج 15-11-2009 |
حياة الأسرة من الداخل والخارج |
تصميمات فلل من الداخل والخارج |
حياة الأسرة من الداخل والخارج |