منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 04 - 2023, 05:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

أيوب | وضاعة المحتقرين له


وضاعة المحتقرين له

أَمَّا الآن،َ فَصِرْتُ أُغْنِيَتَهُمْ،
وَأَصْبَحْتُ لَهُمْ مَثَلًا! [9]
كثيرًا ما يسخر الأشرار بالأبرار، ويحسبونهم مثلًا للعار، كما يسمح الله أحيانًا لشعبه أن يصيروا مثلًا بين الشعوب لتأديبهم.
"تجعلنا مثلًا بين الشعوب لإنغاض الرأس بين الأمم" (مز 44: 14).
"جعلت لباسي مسحًا، وصرت لهم مثلًا" (مز 69: 11).
"ويقولون في أنفسهم نادمين وهم ينوحون من ضيق صدرهم: هذا الذي كنا حينا نتخذه سخرةً ومثلًا للعار" (الحكمة 5: 3).
"وأسلمهم للقلق والشر في جميع ممالك الأرض، عارًا ومثلًا وهزأة ولعنة في جميع المواضع التي اطردهم إليها" (إر 24: 9).
"ليبك الكهنة خدام الرب بين الرواق والمذبح، ويقولوا: أشفق يا رب على شعبك، ولا تسلم ميراثك للعار حتى تجعلهم الأمم مثلًا. لماذا يقولون بين الشعوب: أين إلههم" (يؤ 2: 17).
* ها أنتم ترون ما الذي أثر عليه بالأكثر، أن يرى نفسه موضع سخرية بالأكثر، هؤلاء الذين يوبخهم على الشر الذي يمارسونه.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* يُستخف بكل شخصٍ من أجل برِّه كلما تأهل للمديح يصير بالأكثر موضوع اشمئزاز من الغير.
البابا غريغوريوس (الكبير)


يَكْرَهُونَنِي.
يَبْتَعِدُونَ عَنِّي،
وَأَمَامَ وَجْهِي لَمْ يُمْسِكُوا عَنِ الْبَصْقِ [10].
هنا يبرز أيوب البار كرمزٍ للسيد المسيح حيث قال عن نفسه: "فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم" (مر 10: 34). "لأنه يُسلم إلى الأمم ويُستهزأ به ويُشتم ويُتفل عليه" (لو 18: 32).
* يهرب كل الأشرار من الكنيسة المقدسة، لا بأقدامهم، بل بسمات ممارستهم. إنهم يهربون بعيدًا، لا عن المكان بل بهجرها. إذ يكون للكبرياء أساسًا فيهم يزدرون بها بلومٍ علني. لأن البصق على الوجه ليس فقط تقليلًا من شأن الصالحين في غيبتهم، بل ويكذبون على كل واحدٍ حتى في الحضرة. هكذا يسخر الشرير بهم علانية، ويحطون من شأنهم ويكيلون لهم الشتائم... أما الكنيسة المقدسة (مثل أيوب) فتعرف أن تثبت في وسط الآلام، وتنال حياة مكرمة وسط الإهانات. إنها تتعلم ألا تنهار بواسطة النكبات، ولا أن تفتخر في فترات الرخاء.
البابا غريغوريوس (الكبير)
* أنظر في المسيح، كم أحتمل من الأثمة؟!
ذاك الجاهل كيف تجاسر وتفل في وجهه!
كيف تجاسرت أيها اللسان أن تنضح بالبصاق...؟!
كيف احتملتِ أيتها الأرض هزء الابن...؟!
نظرة مخوفة، مملوءة دهشًا، أن ينظر الإنسان الشمع قائمًا ويتفل في وجه اللهيب...
وهذه أيضًا من أجل آدم حدثت، لأنه كان مستحقًا البصاق لأنه زل! وعوض العبد قام السيد يقبل الجميع!
قدم وجهه ليستقبل البصاق، لأنه وعد في إشعياء أنه لا يرد وجهه عن احتمال خزي البصاق...!
شفق سيد (آدم) على ضعفه، ودخل هو يقبل الخزي عوضًا عنه!
القديس مار يعقوب السروجي


لأَنَّهُ أَطْلَقَ الْعَنَانَ وَقَهَرَنِي،
فَنَزَعُوا الزِّمَامَ قُدَّامِي [11].
يصور أيوب ما حدث بأنه بسماح من الله الذي يشبهه بمن يطلق السهم نحو الهدف، فأصاب أيوب وقهره، أو سبب له جرحًا خطيرًا. وكأن ما حلّ به ليس مصادفة، وإنما بسماح إلهي، وإن كان لا يعرف علة غضب الله عليه.
هذا وإذا أضاء الله لهم باللون الأخضر كي يفعلوا بأيوب ما يشاءون، صاروا كفرسان يمتطون خيولًا قوية وعنيفة، فتركوا الزمام (اللجام) لتهجم عليه بكل قوة.
مع مرارة التصويرين إلاّ أن أيوب يدرك حقيقة هامة أن ما حلّ به إنما بسماح من الله، وإن كان لا يعرف علة هذا السماح.
* "وإذا أرخى الله وتره وأذَّلني" [11]. ماذا يقصد بوتر الله إلا مشورته السرية؟ الآن يطرح الرب السهم من الوتر عندما يصدر حكمًا من مشورته السرية. فإننا نعلم أن أي إنسانٍ يمكن أن يُجلد، ولكن لأي سبب تصدر الجلدات، هذا ما لا نعرفه. لكن بعد الجلد يحدث إصلاح في الحياة، فيُكشف عن قوة المشورة. هكذا الوتر المغلق هو المشورة الخفية. إننا نُؤدب بواسطة وتر مفتوح عندما نتحقق بعد الجلد بأية مشورة ضُربنا.
استغل الأشرار هذا السماح الإلهي فظنوا أنهم يحطمون أيوب بلا عائق. تركوا ألسنتهم تسخر بأيوب دون أن يضعوا لجامًا أو حدودًا. أما أولاد الله فيعرفون متى يتكلمون ومتى يصمتون. يستخدمون لجام الصمت بحكمةٍ وتعقلٍ.
* "ويضع لجامًا في فمي"... يرى القديسون لجام الصمت موضوعًا عليهم من جهة القلوب القاسية التي للخطاة الضائعين، عندما يقولون بالنبي: "كيف نرنم ترنيمة الرب في أرضٍ غريبة" (مز 4:137). أوصى بولس بوضع لجامٍ عندما أمر تلميذه: "الرجل المبتدع بعد الإنذار مرة ومرتين أعرض عنه" (تي 10:3). فالمعلمون القديسون غالبًا بمعرفة علوية يفحصون قلوب الذين يعارضونهم، وإذ يرون أن هذه القلوب تركها الله يحزنون ويتنهدون، ويصمتون. ألم يصنع سليمان أحيانًا لجامًا على المعلمين عندما يقول: "لا توبخ مستهزئًا لئلا يبغضك" (أم 8:9)...
الكنيسة المقدسة التي تقدم كلماتها دومًا بروح المحبة، توقف أحيانًا كلماتها من أجل المحبة، فتقول: "ضع يا رب حارسًا لفمي" (مز 3:141).
البابا غريغوريوس (الكبير)


عَنِ الْيَمِينِ السَّفَلَةُ يَقُومُونَ،
يُزِيحُونَ رِجْلِي،
وَيُعِدُّونَ عَلَيَّ طُرُقَهُمْ لِلْبَوَارِ [12].
جاء في بعض الترجمات: "عن اليمين الأحداث يقومون". وجاء في الترجمة اليسوعية: "قام السٌَفلة عن يميني يعثرون قدميٌَ"، وأيضًا: "يعثرون قدميٌ، ويمهدون إلى سُبل المصيبة".
القيام عن اليمين تعبير يستخدم عن صب الاتهامات ضد الشخص. هكذا ثاروا عليه بعنف الشباب، ووضعوا له فخًا ورفعوه ليسقط فيه عقبه، ثم يطأوون عليه بأقدامهم. فالأمر لا يقف عند الاتهامات الباطلة، وإنما بعنف وقوة يسقطونه ويطأوون عليه.
يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن القيام ضد الشخص عن الشمال يشير إلى مقاومة الأعداء له من الخارج، أما القيام ضده عن اليمين فيشير إلى مقاومة من كان يلزم أن يكونوا مدافعين له، أي المقاومة من الداخل؛ وهذه أخطر وأمرَّ.
* تقدم النكبات عن الشمال إن التقت الكنيسة بعدوٍ يضطهدها على أيدي أشخاصٍ خارج حظيرة الدين، هؤلاء الذين يجحدون المسيح. لكن عندما تعاني من متاعبٍ صادرة عن أشخاصٍ يبدو أنهم مؤمنون يُسجلون تحت اسم المسيح ويقاومون اسمه فيها. بنفس الطريقة يُستخدم "اليمين" عن من نحسبه عظيمًا، "وأراني يسوع الكاهن العظيم قائمًا قدام ملاك الرب، والشيطان قائم عن يمينه ليقاومه" (زك 1:3- 2).
* "يعثرون قدمي، ويضغطون بسبلهم كما بتموجات " [12]. ماذا يقصد بقدميٌ الكنيسة إلا أعضاءها البعيدين جدًا؟ إنهم يستسلمون للأعمال الأرضية، وسرعان ما ينخدعون من الأعداء بقدر عدم فهمهم للعلويات. لذلك يعثر الأعداء قدميها عندما يجتذبون الأعضاء البعيدين جدًا إلى أخطاء تعاليمهم. لا تقدر القدمان المُعثرتان أن تحفظا الطريق، إذ كل الضعفاء، إما أنهم ينخدعون بوعود المضطهدين، أو يرتعبون من تهديداتهم، أو ينكسرون بعذاباتهم، وبهذا فإنهم ينحرفون عن الطريق المستقيم.
البابا غريغوريوس (الكبير)


فْسَدُوا سُبُلِي.
أَعَانُوا عَلَى سُقُوطِي.
لاَ مُسَاعِدَ عَلَيْهِمْ [13].
جاء في الترجمة الكاثوليكية: "ويقطعون عليَّ الطريق، ويساهمون في هلاكي، ولا يحتاجون لأي معين".
عمل عدو الخير وأتباعه الأشرار أن يبذلوا كل الجهد بإفساد الطريق، بنزع العلامات، فيضل الإنسان طريقه، ويفقد سلامه أثناء رحلته.
* لينطق الطوباوي أيوب بهذه الأمور عن الأرواح الشريرة، الأعداء الخفيين. لتتكلم الكنيسة الجامعة عن الأشرار المضطهدين، الأعداء الظاهرين، فإن هؤلاء يقطعون عليها طريقها، وذلك عندما تقاوم نفوس الضعفاء طرق الحق معترضين إياها بخداعٍ.
البابا غريغوريوس (الكبير)
إن كان المضلل ينزع علامات الطريق كي يُضلل البشرية ويهلكها، فقد جاء المخلص يعلن: "أنا هو الطريق" (يو 14: 6)، نقتنيه ونسلك فيه، فننعم بالملكوت في داخلنا.
* هذا الطريق صالح يقود الإنسان الصالح إلى الآب الصالح، الإنسان الذي يجلب خيرات من كنزه الصالح، العبد الصالح والأمين (مت 7: 14؛ لو 6: 45؛ مت 25: 21). لكن هذا الطريق ضيق، لا يستطيع الغالبية، الذين هم بالأكثر جسديون أن يسافروا فيه. لكن الطريق ضيق أيضًا بالنسبة للذين يجاهدون ليعبروا فيه، إذ لم يُقل "إنه محصور" بل ضيق.
العلامة أوريجينوس
* الآن الطريق غير قابل للخطأ، أعني يسوع المسيح؛ إذ يقول: "أنا هو الطريق والحياة". هذا الطريق يقود إلى الآب، إذ يقول "ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يو 6:14).
القديسأغناطيوس الأنطاكي


يَأْتُونَ كَصَدْعٍ عَرِيضٍ.
تَحْتَ الْهَدَّةِ يَتَدَحْرَجُونَ [14].
يأتون عليه مثل كسَّارة حجارة عريضة، فمهما كانت صلابته لن يفلت منهم، بل يسحقونه. إنهم لا يمشون نحوه بل يتدحرجون بسرعة كما بعاصفةٍ مدمرة.
إن كان عدو الخير يظهر ككسارة حجارة ليسحق البشرية كالحجارة الملقاة في الطريق، فقد نزل إلينا حجر الزاوية (زك 4: 7؛ أف 2: 20)، لكي يضمنا معًا فيه فيقيم منا هيكلًا سماويًا، لا يقدر العدو أن يمسه.
يرى القديس أغسطينوسأنه بدعوة السيد المسيح رأس الزاوية، وهو رأس الكنيسة، تكون الكنيسة هي الزاوية التي ضمت اليهود من جانب والأمم من الجانب الآخر.


اِنْقَلَبَتْ عَلَيَّ أَهْوَالٌ.
طَرَدَتْ كَالرِّيحِ نِعْمَتِي،
فَعَبَرَتْ كَالسَّحَابِ سَعَادَتِي [15].
في مرثاةٍ لحاله يقول أيوب إن الأهوال قد تحولت نحوه وثقلت عليه، أزالت كرامته (نعمته) كريحٍ عصفت بها، وتركه رخاؤه كسحابة عبرت وزالت.
يتعجب أيوب مما حدث، فإن هذا يلحق بالأشرار الذين يذبلون، حيث تحل بهم الكوارث، ويفقدون نجاحهم وكرامتهم.
* "طردت كالريح رغبتي... فعبرت كالسحاب صحتي" [15]. يحلق السحاب في الأعالي، وأما نسمة الريح فتسحبه كما في طريق سريع. هكذا بالتأكيد يكون مصير خيرات الأشرار الزمنية. إنهم يظهرون في علو الكرامة، ليعبروا حياتهم كمن هم في العُلَى، لكنهم سرعان ما يهبطون يوميًا في الحياة، كمن يُنسفون بحياتهم القابلة للموت.
البابا غريغوريوس (الكبير)
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيوب | إذ انتهت المحاكمة لم يترك الله أيوب ليموت في وسط آلامه
أيوب | دعوة أيوب إلى التأمل جيدًا في كلمات الله العجيب
وقف الله مع الأمم المحتقرين من إسرائيل
ليس من محنة في الوجود خطيرة ومخيفة سوى محنة واحدة، هي محنة الخطيئة
قصيدة وضاعت ملامح وجهي القديم فاروق جويدة


الساعة الآن 09:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024