"وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: "يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي". وَلَمَّا قَالَ هذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ" (لوقا 23:46).
كانت كلمة المسيح الرابعة: "إلهي إلهي، لماذا تركتني؟"... وقد أعلنت الانفصال الوقتي الرهيب بينه وبين الآب. فبصراخ آخر عظيم مثله، يعلن الآن للجماهير زوال ذلك الانفصال تماماً، ورضاه التام بأن يموت على الصليب لأنه يصرخ مصلياً: "يا أبتاه، في يديك أستودع روحي". فأتمَّ بهذه الكلمة السابعة على الصليب نبوة أخرى جاءت في مزمور 31:5. وأظهر رجوع علاقته مع الآب بكلمته "أبتاه". فبهذه الكلمة السابعة والأخيرة، وبهذه العبارة المؤثرة التي كررها عدد غفير من تابعيه بعده في ساعات الاحتضار، ودَّع ابنُ مريم وابنُ الإنسان خدمته الأرضية اليومية الاعتيادية بين الناس لينزل إلى القبر هنيهة.