نظر المسيح إليها بالحنان البنوي، وأومأ برأسه إلى يوحنا الواقف بجانبها وقال: "هوذا ابنك". ثم قال ليوحنا: "هوذا أمك" لعِلْمه أن هذا الرسول الأمين المحب الغيور، يقوم بالخدمة البنوية نحوها في كل ما يجب، أفضل مما يفعل إخوته وأخواته، فاختاره وخصَّه بهذا الشرف العظيم. وفي كل هذا العمل نفى المسيح أن الذي يتخصّص لخدمة الدين يجوز له أن يستعفي من الاهتمام بحاجات عائلته الجسدية. فمن تلك الساعة أخذها يوحنا إلى خاصته. ومِنْ عدم ذكرها مع النساء اللواتي حضرن إنزال المسيح عن الصليب ودفْنه، نستدلُّ أن المسيح أمر يوحنا أن يأخذها حالاً من ذلك الموقف القاسي، ليحميها من مشاهدة حوادث تسليمه الروح وإنزاله عن الصليب، ثم وضعه في القبر.