رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَصْلِي كَانَ مُنْبَسِطًا إِلَى الْمِيَاهِ، وَالطَّلُّ بَاتَ عَلَى أَغْصَانِي [19]. كان أيوب يعتبر نفسه أشبه بشجرةٍ مغروسةٍ على مجاري المياه، ترتوي على الدوام، مما يجعلها مثمرة ومزدهرة حيث لا تذبل قط. "الطل باتٍ على أغصانه"، إن كان أيوب مغروسًا كشجرةٍ يتمتع بدسم الأرض، فإنه يستقبل البركات السماوية كطلٍ. إنه موضع سرور الله الذي يرعاه. * "جذوري منفتحة على المياه" [19]، وذلك عندما ينتشر فكر العقل سريًا لقبول مجاري الحق. في الكتاب المقدس، تشير الجذور إلى الفكر الخفي. لذلك نحن نفتح جذورنا على المياه، عندما نبسط فكر قلبنا الخفي إلى المياه الداخلية... يقول المرتل: "يكون كالشجرة المغروسة على مجاري المياه" (مز 3:1)... "والطل بات على محصولي"... يسقط الطل من فوق، ولكن المحصول يُجمع من تحت. هكذا يستقر الطل على المحصول، لأن النعمة النازلة من العلا تجعلنا أشخاصًا يليق بنا أن نُجمع في العالم من أسفل. بذات النعمة التي تروينا من أعلى نحمل ثمر العمل الصالح. هكذا بحقٍ يقول بولس: "ولكن بنعمة الله أنا ما أنا، ونعمته المُعطاة لي لم تكن باطلة" (1 كو 10:15)... إذ نتطلع إلى المحصول ناميًا تحت الطل، نسمعه يقول: "نعمته المُعطاة لي لم تكن باطلة بل أنا تعبت أكثر من جميعهم" (1 كو 10:15). البابا غريغوريوس (الكبير) |
|