* "يوثق المياه في سحابه الكثيف، حتى لا تنفجر إلى أسفل " [8]. بماذا يشير بالمياه في هذا الموضع سوى المعرفة، والسحاب سوى الكارزين؟ فالماء في الكتاب المقدس يُستخدم أحيانًا ليشير إلى المعرفة كما يعلمنا سليمان شاهدًا بذلك. يقول: "كلمات فم الإنسان كمياهٍ عميقة، وينابيع الحكمة كجدول ماء يتدفق" (أم 4:18). ويشهد داود النبي بأن المياه تشير إلى المعرفة، قائلًا بأن المياه القاتمة في سحاب السماء، وبالأسرار الخفية، إذ كانوا يحملون فيهم أسرارًا بلا حدود، معانيها غامضة في أعين ناظريها.
وماذا يشير اسم "السحاب" في هذه العبارة سوى إلى الكارزين القديسين، أي الرسل، الذين أُرسلوا في كل اتجاهٍ في بقاع العالم، يعرفون كيف يمطرون بالكلمات، ويبرقون بالمعجزات؟ عن هؤلاء تطلع إشعياء منذ زمنٍ طويل وقال: "من هم هؤلاء الذين يطيرون كالسحاب؟" (إش 8:60).