اتسمت حياة بالمسيح بالصلاة حتى أنه قال عن نفسه: «أَمَّا أَنَا فَصَلاَةً» (مزمور١٠٩: ٤). لكن الأعجب أن يصلي وقت تركه من الله وآلامه غير العادية فيقول: «إِلهِي، فِي النَّهَارِ أَدْعُو فَلاَ تَسْتَجِيبُ، فِي اللَّيْلِ أَدْعُو فَلاَ هُدُوَّ لِي» (مزمور٢٢: ٢). لقد صلى المسيح في النور كما صلى في الظلام ولم تكن له استجابة! وهو لا يكف عن الصراخ، والله عن صراخه بعيدًا قد غدا، لا يستجيب مطلقًا. ولقد استمر المسيح يصلي إلى أن أكمل العمل.
نعم لقد تُرك المسيح إذ أخذ مكان المتروكين البعيدين، ولكن لم تنتهِ القصة عند هذا الحد، فلقد اِستُجيبت صلاته، إذ تمم العمل وأقامه الله من الأموات «إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ» (عبرانيين٥: ٧).