حاشا للمسيح أن يفاجأ بالأحداث فهو الذي قال عنه الكتاب: «خَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ» (يوحنا١٨: ٤)، بل وهو نفسه أعلن عدة مرات، أنه ليس فقط يعلم، لكن له السلطان أن يموت وأن يقيم نفسه «لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا» (يوحنا١٠: ١٨). فالرب يسوع من تلقاء ذاته أخلى نفسه ووضعها للموت طواعية، وذلك ليفتدي نفوسنا المسكينة من الموت الأبدي لذا قال: «أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ» (يوحنا١٠: ١١).