يقولون إن طائر البجع ربما يعيش طوال عمره لا تُسمع منه أغنية واحدة، إنما فقط بعض الهمهمات المتفرقة بين الحين والآخر. ولكن حين تشارف حياته على الانتهاء، يذهب إلى ضفاف المياه، وهناك يفرد جناحيه عن آخرهما ويشدو بأغنية واحدة أخيرة هي أعذب أصواته جميعًا! لم تكن هذه الحالة مع غالبية الملوك الذين سبق وتحدثنا عنهم. بالعكس، فلقد غنّوا أفضل أغنياتهم في بداية حياتهم، لكن اختلفت أمورهم الأخيرة عن الأولى. لقد بدأوا حسنًا ولم ينتهوا كذلك!
والشيء اللافت للنظر أن جميعهم سقطوا بعدما ارتفعوا وتشدَّدوا وقووا على أعدائهم. فلم يسقط أحدًا منهم ويترك الرب لسبب هزيمة أو فقر أو احتياج!
والحقيقة أن الجسد الذي فينا قد يستخدم إحسانات الله وبركاته فرصةً للتحول عنه! وكذا ابليس لديه فخاخ متنوعة، وهو يعرف أسهل المداخل لقلب كل منَّا! «إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ» (١كورنثوس١٠: ١٢).