لم يحِد يوثام من وراء الرب كجدّه أمصيا، ولا ارتفع قلبه وخان الرب كأبيه عزيّا، ومع ذلك لا يُكتب عنه أنه عمل المستقيم كداود أبيه! وإن كنّا لا نعرف السبب وراء ذلك بالتحديد، فإن الرب يعلمه بالتأكيد، «لأَنَّ الرَّبَّ يَفْحَصُ جَمِيعَ الْقُلُوبِ، وَيَفْهَمُ كُلَّ تَصَوُّرَاتِ الأَفْكَارِ» (١أخبار٢٨: ٩).
وبالرغم من إنجازات يوثام في البناء والنصرة على الأعداء، إلا أن الشعب في أيامه كانوا يذبحون ويوقدون - لآلهة غريبة - ويُفسدون، مما مهدَّ سبيلاً لابنه الشرير آحاز الذي أجمح يهوذا وتمادى في فعل الشر جدًا، فأغلق أبواب بيت الرب ومارس العبادات الوثنية بكل أشكالها حتى أنه عبَّر بنيه في النار، وهو ما أدَّى بهم للوقوع تحت طائلة غضب الرب. لم يستخدم يوثام سلطانه الملكي في عزمٍ وإصرار على خلع ونزع وقَطْع وكسر وحرق ودق وهدم وإزالة وإبادة وإفناء وملاشاة المذابح والتماثيل وكل ما ليس له علاقة بعبادة الله الحي كما فعل الملوك الثلاثة (آسا وحزقيا ويوشيا) الذين قادوا شعبهم للدخول في عهد مع الرب إلههم لعبادته بكل قلوبهم وكل أنفسهم، فوصلوا لمقياس الله.