إذ لا نعرف يوم مجيء الرب للدينونة، بينما كل الأزمنة مكشوفة لديه، كان تدريب ترقب مجيء الرب بجدية مع مراجعة الإنسان نفسه يوميًا بروح الرجاء في المسيح مخلص الخطاة وعمل الروح القدس أمرًا حيويًا في الكنيسة الأولى، خاصة في المجتمعات الرهبانية.
* يجب على كل واحدٍ أن يستخلص من نفسه كل يوم قصة أعماله في الليل والنهار، وإن كان قد أخطأ فليكُفّ عن الخطية، وإن لم يكن قد أخطأ وجب ألاّ يفتخر، بل يتمسّك بالصالح دون إهمال، وأن لا يدين إخوته أو يُبرِّر نفسه "حتى يأتي الرب الذي يكشف الخفيات" (1 كو 4: 5؛ رو 2: 16) كما يقول المغبوط بولس الرسول. لأننا كثيرًا ما فعلنا بغير قصدٍ الأشياء التي لا نعرفها، ولكنّ الرب يرى كل شيء؛ لذلك إذ نسلِّم الدينونة له فلنعطف بعضنا على بعض، لنحمل أثقال بعضنا بعضًا (غل 6: 2)، ولكن لنمتحن أنفسنا ونسرع لملء ما نقص فينا.
* يا ابني، لا تُبكِّت أحدًا بسرعة لأن هذه سقطة لك. بل أذكر خروجك من هذا الجسد في كل وقت، ولا تنسَ الدينونة الأبدية، فإنك إن فعلت هكذا فلن تعود تخطئ. لأن آباءنا الروحانيين قالوا: إن الوحدة هي الدرس (أي الهذيذ) في ذكر الموت والهروب من كل أمور الجسد.