منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 03 - 2023, 04:55 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

أيوب | وَعَيْنُ الزَّانِي تُلاَحِظُ الْعِشَاءَ





وَعَيْنُ الزَّانِي تُلاَحِظُ الْعِشَاءَ.
يَقُولُ: لاَ تُرَاقِبُنِي عَيْنٌ.
فَيَجْعَلُ سِتْرًا عَلَى وَجْهِهِ [15].
بعد أن شبه الشرير بالقاتل الذي يقتل في النهار، عاد فشبهه باللص الذي يخشى النور ويتسلل بالليل لئلا يمسك به أحد. الآن يشبهه بالزاني الذي يترقب مجيء الليل وحلول الظلام ليمارس شهواته بعيدًا عن مراقبة أي عين.
يمارس الزاني شره بالليل، حتى لا تراقبه عين، مخبئا وجهه لئلا يكتشفه زوج من يزني معها فينتقم منه، إذ أن "الغيرة هي حمية الرجل، فلا يشفق في يوم الانتقام" (أم 6: 34- 35).
إنه يبذل كل الجهد ليخطط للزنا، حتى لا يراه أحد، لذلك يوصينا الرسول بولس: "البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرا للجسد" (رو 13: 14).
يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن الزاني يمارس العلاقة الجسدية بغش، فلا يطلب لنفسه أطفالًا، بل إشباعًا لشهواته الباطلة هكذا الهراطقة يغشون كلمة الله، فلا يطلبون نسلًا روحيًا، أولاد الله، بل إبراز بلاغتهم ومعرفتهم فيحسبون بالحق زناة!
*"عين الزاني أيضًا تترقب انحدار النور قائلًا: لا تراني عين" [15]. لا يوجد شيء يعوقه. ليُفهم ذلك فيما بعد، متطلعين إلى أن الذي يريد أن يرتكب الزنا يطلب الظلام.
لكن إذ قيلت هذه العبارة ضد الهراطقة فمن اللائق أن يفهم هذا الأمر بمعنى سرٌي. يقول بولس: "فإننا لسنا كالكثيرين يغشون (يزينون adulterate) كلمة الله، (2 كو 17:2). فالزاني لا يطلب لنفسه نسلًا، بل يطلب اللذة في الجماع الجسدي، وهكذا كل إنسانٍ شريرٍ، ومن يُستعبد للمجد الباطل بحقٍ، يُقال إنه يزيف كلمة الله. لأنه لا يطلب أن يلد أولادًا لله بواسطة كلمة الإعلان المقدسة، بل يطلب إظهار معرفته. فمن ينجذب إلى الكلام خلال شهوة المجد يحتمل آلامه من أجل المظهر أكثر من إنجاب أطفالٍ.
بحقٍ أضاف هنا: "لا تراني عين"، لأن الزنا الذي يُرتكب في الداخل يصعب بحق جدًا أن تخترق إليه عين إنسانٍ. هذا ترتكبه (المرأة) المتجاسرة وهي مطمئنة جدًا فلا تخشى أن يراها بشرٍ بطريقة تجعله يحمر خجلًا.
علاوة على هذا، يلزم معرفة أنه كما أن من يرتكب الزنا يربط نفسه بجسد امرأة رجلٍ آخر بطريقة غير شرعية، هكذا كل الهراطقة، إذ يدفعون بنفس مؤمن إلى خطأهم، يكونون كمن يدفعون بزوجة آخر إلى هذا الطريق. النفس التي تزوجت روحيًا بالله واتحدت معه كما في حجال عرس الحب، عندما تُقاد إلى فساد التعاليم بإثارة الأشرار، تكون مثل زوجة آخر قد تدنست بالمفسد.
حسنًا قيل: "وينكر وجهه بقناعٍ". إذ يخفي الزاني وجهه لكي لا يُعرف. الآن كل إنسانٍ يحيا بالشر، سواء بالتفكير أو العمل، يُلبس وجهه قناعًا، لأنه إذ ينحدر إلى هذا بواسطة فساد التعليم أو فساد السلوك، لكي يتجنب أن يُعرف في الدينونة بواسطة الله القدير. لذلك سيقول الرب لمثل هؤلاء الأشخاص في النهاية: "إني لا أُعرفكم" اذهبوا عني يا فاعلي الشر" (مت 23:7). وما هو "وجه" القلب البشري سوى تشبهه على مثال الله؟
البابا غريغوريوس (الكبير)
* لا تزعجنا أفكار هؤلاء الناس كثيرًا إذا ما تطلعنا إلى تصرفاتهم. إنهم يرفضون (الله) قاضيًا عليهم، هذا الذي لا يخدعه شيء. إنهم لا يقبلون أنه عالم بالخفيات، إذا يخشون أن تنكشف أمورهم الخفية بالنور. لكن إذ يعرف الرب أعمالهم يسلمهم للظلمة، قيل: "في الليل يكون كاللص، وعين الزاني تترقب الظلمة، يقول: لا تراقبني عين، فيجعل سترًا على وجهه" (أي 14:24- 15). فكل من يتجنب النور يحب الظلمة، طالبًا أن يختبئ، وإن كان لا يختفي عن الله الذي يعرف ليس فقط ما يجري من الأمور بل ما هو في الفكر، ما في أعماق البشر وما في أذهانهم. جاء في ابن سيراخ: "من يراني؟ الظلمة حولي، والحيطان تسترني، ولا أحد يراني، فماذا أخشي؟ "(ابن سيراخ 18:23) فمع كونه راقدًا على فراشه يفكر هكذا، يُقبض عليه وهو غير متوقع (ابن سيراخ 21:23). قيل: "سيكون عارًا عليه، إذ لم يعرف مخافة الرب".

القديس أمبروسيوس
* الكبرياء يلد ارتدادًا، فالنفس تسير في الظلمة، وإذ تسيء استخدام حرية إرادتها تسقط في خطايا أخرى، تفسد كيانها مع الزناة، ذاك الذي خلق كرفيق للملائكة يصير حافظًا للخنزير .

*أيتها العروس..أنه يعلم بنجاسة قلبكِ ودنس أفكاركِ، لهذا وهبكِ أن يصلب إنسانكِ العتيق معه فلا تعيشي بعد تحت سلطان الظلمة، بل في حرية أولاد الله.
القديس أغسطينوس

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيوب | إذ انتهت المحاكمة لم يترك الله أيوب ليموت في وسط آلامه
أيوب | دعوة أيوب إلى التأمل جيدًا في كلمات الله العجيب
المَفهوم السَّائِد للخَطيئة في العالَم
ليس من محنة في الوجود خطيرة ومخيفة سوى محنة واحدة، هي محنة الخطيئة
"الزَّانِي بِامْرَأَةٍ فَعَدِيمُ الْعَقْلِ. الْمُهْلِكُ نَفْسَهُ هُوَ يَفْعَلُهُ"


الساعة الآن 04:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024