رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَعَيْنُ الزَّانِي تُلاَحِظُ الْعِشَاءَ. يَقُولُ: لاَ تُرَاقِبُنِي عَيْنٌ. فَيَجْعَلُ سِتْرًا عَلَى وَجْهِهِ [15]. بعد أن شبه الشرير بالقاتل الذي يقتل في النهار، عاد فشبهه باللص الذي يخشى النور ويتسلل بالليل لئلا يمسك به أحد. الآن يشبهه بالزاني الذي يترقب مجيء الليل وحلول الظلام ليمارس شهواته بعيدًا عن مراقبة أي عين. يمارس الزاني شره بالليل، حتى لا تراقبه عين، مخبئا وجهه لئلا يكتشفه زوج من يزني معها فينتقم منه، إذ أن "الغيرة هي حمية الرجل، فلا يشفق في يوم الانتقام" (أم 6: 34- 35). إنه يبذل كل الجهد ليخطط للزنا، حتى لا يراه أحد، لذلك يوصينا الرسول بولس: "البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرا للجسد" (رو 13: 14). يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن الزاني يمارس العلاقة الجسدية بغش، فلا يطلب لنفسه أطفالًا، بل إشباعًا لشهواته الباطلة هكذا الهراطقة يغشون كلمة الله، فلا يطلبون نسلًا روحيًا، أولاد الله، بل إبراز بلاغتهم ومعرفتهم فيحسبون بالحق زناة! *"عين الزاني أيضًا تترقب انحدار النور قائلًا: لا تراني عين" [15]. لا يوجد شيء يعوقه. ليُفهم ذلك فيما بعد، متطلعين إلى أن الذي يريد أن يرتكب الزنا يطلب الظلام. لكن إذ قيلت هذه العبارة ضد الهراطقة فمن اللائق أن يفهم هذا الأمر بمعنى سرٌي. يقول بولس: "فإننا لسنا كالكثيرين يغشون (يزينون adulterate) كلمة الله، (2 كو 17:2). فالزاني لا يطلب لنفسه نسلًا، بل يطلب اللذة في الجماع الجسدي، وهكذا كل إنسانٍ شريرٍ، ومن يُستعبد للمجد الباطل بحقٍ، يُقال إنه يزيف كلمة الله. لأنه لا يطلب أن يلد أولادًا لله بواسطة كلمة الإعلان المقدسة، بل يطلب إظهار معرفته. فمن ينجذب إلى الكلام خلال شهوة المجد يحتمل آلامه من أجل المظهر أكثر من إنجاب أطفالٍ. بحقٍ أضاف هنا: "لا تراني عين"، لأن الزنا الذي يُرتكب في الداخل يصعب بحق جدًا أن تخترق إليه عين إنسانٍ. هذا ترتكبه (المرأة) المتجاسرة وهي مطمئنة جدًا فلا تخشى أن يراها بشرٍ بطريقة تجعله يحمر خجلًا. علاوة على هذا، يلزم معرفة أنه كما أن من يرتكب الزنا يربط نفسه بجسد امرأة رجلٍ آخر بطريقة غير شرعية، هكذا كل الهراطقة، إذ يدفعون بنفس مؤمن إلى خطأهم، يكونون كمن يدفعون بزوجة آخر إلى هذا الطريق. النفس التي تزوجت روحيًا بالله واتحدت معه كما في حجال عرس الحب، عندما تُقاد إلى فساد التعاليم بإثارة الأشرار، تكون مثل زوجة آخر قد تدنست بالمفسد. حسنًا قيل: "وينكر وجهه بقناعٍ". إذ يخفي الزاني وجهه لكي لا يُعرف. الآن كل إنسانٍ يحيا بالشر، سواء بالتفكير أو العمل، يُلبس وجهه قناعًا، لأنه إذ ينحدر إلى هذا بواسطة فساد التعليم أو فساد السلوك، لكي يتجنب أن يُعرف في الدينونة بواسطة الله القدير. لذلك سيقول الرب لمثل هؤلاء الأشخاص في النهاية: "إني لا أُعرفكم" اذهبوا عني يا فاعلي الشر" (مت 23:7). وما هو "وجه" القلب البشري سوى تشبهه على مثال الله؟ البابا غريغوريوس (الكبير) القديس أمبروسيوس *أيتها العروس..أنه يعلم بنجاسة قلبكِ ودنس أفكاركِ، لهذا وهبكِ أن يصلب إنسانكِ العتيق معه فلا تعيشي بعد تحت سلطان الظلمة، بل في حرية أولاد الله. القديس أغسطينوس |
|