مِن أينَ استَمَدَّ بولُس هذهِ الثِّقَة لِكَي يُجري هذا التَّغيير في العَلاقة بَينَ العَبد وسَيِّدِه، ولِيُتِمَّ المُصالَحَة بَينَهُما؟
سَنَذكُر ثَلاثَة أُمور ساهَمَت بِذلِك
• أوَّلاً: فِليمون كانَ مؤمِناً بِالمَسيحِيَّة، وبولُس بِصِفَتِهِ مُعِلِّمَهُ فَلَدَيهِ الحَق في أن يَطلُبَ مِنهُ ما يَشاء بالمَحَبَّة، وبِالمُقابِل على فِليمون أن يُكرِمَ بولُس عَبرَ الإستِجابة لِطَلَبِه:
“لِذَلِكَ، فَمَعَ أَنَّ لِي كَامِلَ الْحَقِّ فِي الْمَسِيحِ أَنْ آمُرَكَ بِالْوَاجِبِ، إِلاَّ أَنِّي، إِكْرَاماً لِلْمَحَبَّةِ، اخْتَرْتُ أَنْ أُقَدِّمَ إِلَيْكَ الْتِمَاساً، بِصِفَتِي بُولُسَ الْعَجُوزَ وَالسَّجِينَ حَالِيًّا لأَجْلِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ. فَأَلْتَمِسُ مِنْكَ لأَجْلِ وَلَدِي الَّذِي وَلَدْتُهُ وَأَنَا مُكَبَّلٌ بِالْقُيُودِ، أُونِسِيمُوسَ، الَّذِي كَانَ فِي الْمَاضِي غَيْرَ نَافِعٍ لَكَ، وَلَكِنَّهُ الآنَ نَافِعٌ لَكَ وَلِي”
الرِّسالة إلى فِليمون 8-11
• ثانِياً: كانَ يُعطى لِلعَبد اِسماً يَحمِل صِفَة تَنطَبِق عَليهِ، واِسم أونسيموس يَعني نافِع، لِذلِكَ بولُس يَقول لِفليمون أنَّهُ سَيَكون الآن نافِعٌ لَكَ وَلِي، وكَلام بولُس هذا مَبني على ثِقَتِهِ في التَّغيير الجَذري الذي أجراهُ المَسيح في حَياة العَبد أونسيموس.
• ثالثا: تَصَرُّف بولُس يَتَوافَق مع تَعاليم المَسيحِيَّة، ومع ما سَبَقَ وعَلَّمَهُ هو بِنَفسِهِ لِلكَنائِس الأُخرى:
“لَا فَرْقَ بَعْدَ الآنَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ وَيُونَانِيٍّ، أَوْ عَبْدٍ وَحُرٍّ، أَوْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.”
رِسالة بولُس الرَّسول إلى أهل غَلاطية 28:3