قداسة البابا شنوده الثالث
يبقى التعليم الجامعي لغزًا من جهة مسئولية رعاية الشباب!
هل الأساتذة مجرد محاضرين، يلقون محاضراتهم في العلم، وينصرفون دون أية علاقة شخصية بينهم وبين الطلاب، إلا علاقة الخوف والمهابة بشعور الطلبة أن مستقبلهم يقع في أيدي هؤلاء الكبار!!
ثم ما هو دور رؤساء الأقسام، ودور العمداء في كل كلية علمية من جهة رعاية وتربية هذا الشباب، الذي يحترمهم في تلقى العلم عنهم؟ ولا شك أنه يكون على استعداد لتلقى توجيهاتهم أيضًا...
وما دور رؤساء الجامعات: هل وضعوا -في نطاق مسئولياتهم- خطة عملية في رعاية الشباب الذي يدرس في جامعاتهم؟
إن شباب الجامعة، إذ لا يجد توجيهًا روحيًا وتربويًا في دور العلم، سيتجه إلى مصدر آخر يرشده ويعرّفه كيف يسلك!!
وإذا لم يلجأ الشباب إلى مصدر أخرى، فإن مصادر أخرى كثيرة سوف تتجه إليه دون أن يطلب، وتقوم بتوجيهه وإرشاده حسبما ترى. وحينئذ تكون الدولة قد تخلت عن مسئوليتها، وتحصد نتيجة ذلك!!
أو قد يعيش الشباب في فراغ من جهة التربية ومن جهة الوقت. ويلقيه الفراغ في ميادين خطرة، وفي متاهات، وربما في صحبة سيئة تفسد أخلاقه. أو يجد متعته في اللهو والعبث أو في المخدرات... وهنا نكون قد فقدنا هذا الشباب وكل ما عنده من طاقة!!