رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بالتوبة يُرفع الوجه لله لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ بِالْقَدِيرِ، وَتَرْفَعُ إِلَى اللهِ وَجْهَكَ [26]. يتمتع الإنسان البار بدالةٍ لدى الله "ترفع إلى الله وجهك"، فلا يرتاع ولا ينكسر قلبه، بل في بهجة قلب وثقة يظهر أمام الله، ويتحدث معه، ويطلب حياة الشركة معه. يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن أليفاز نطق بالحق إن كان هذا الحديث موجهًا إلى إنسان شرير عاجز عن أن يرفع وجهه الداخلي نحو الله. لكنه أخطأ، لأنه قدم ما هو حق بغير حكمةٍ، قدمه ليوجه اتهامًا لأيوب البار. يعرفنا البشر بالتطلع إلى وجوهنا، فيميزوننا بعضنا عن بعض. فمن لا يرفع وجهه أمام الناس ويظهر أمامهم لا يعرفه الناس. هكذا إذ يرجع الإنسان بالتوبة إلى الله يجد لذته في الله القدير، ويرفع وجهه الداخليإلى الله، فيصير معروفًا لديه، وليس غريبًا عنه، لهذا في كل قداسٍ إلهيٍ،يصرخ الكاهن: "ارفعوا قلوبكم"، أو "أين هي قلوبكم؟" وبقوة الروح يجيب الشعب: "هي عند الرب". وكأنهم يعلنون أن وجوههم الداخلية مرتفعة إلى الرب الذي يُسر بها، ويهيبها الاتحاد معه. *رفع الوجه لله هو رفع القلب باحثًا في الأعظم علوًا. فكما أنه بالوجه الجسدي نُعرف ونُميز لدى الإنسان، هكذا بالشكل الداخلي نعرف لدى الله. ولكن حينما نُثقل بإثم الخطية وننحدر إلى الأرض، نخشى أن نرفع وجه قلبنا لله حيث لا تثبت بأية ثقة في الأعمال الصالحة. يمتليء الذهن من الخوف نحو التطلع إلى العلويات، لأن الضمير نفسه يتهمه. ولكن بدموع الندامة تُغسل الخطية، ويُنتحب الإنسان الأمور التي ارتُكبت حتى لا يعود يرتكب ما ينتحب عليه، فننعم بثقة في الذهن، ويرتفع وجه قلبنا للتأمل في مباهج المكافأة. يُحسب أليفاز إنه نطق بالحق، لو أنه كان ينصح شخصًا ضعيفًا، ولكن إذ يتطلع إلى إنسانٍ بارٍ بانحطاط بسبب ضرباته، ما هذا سوى أنه يسكب كلمات المعرفة بغير معرفة؟ البابا غريغوريوس (الكبير) |
|