كنت أتأمّل ساكناً بعض الوقت قبل أنّ أملّ انتظار قدوم أحدهم و أكوّر نفسي بين ذراعيّ و أحضنها بكل رقّة و هدوء مانحاً إياها ذاك الحضن المنتظر . نقمت في كل مرّة بعدها على هذه الحياة و على صانع الحياة. كأن الغضب هو آخر شعور تتكلّل به مشاعري المتفجرة. تمضي لحظات قليلة و يعود جسدي ليستجمع قواه رويداً رويداً . لكن في داخلي مازالت نفسي محطمة و لا ترغب الوقوف من جديد . إنها ترغب بالصراخ مرّة أخرى و كسر حاجز الصمت بضجيج الألم و النواح لعلّها بذلك تلفظ أنفاسها الأخيرة و ترتاح من هشاشتها المستديمة . لم يكن سهلاً عليّ أن أتابع حياتي فوراً بعد حدوث مثل هذه الانتفاضة وبعد هذا الاستنزاف المدمي . وربما ليس بالأمر الغريب ما يحدث ، فإني و لدقائق معدودة أتصل مع أعماق نفسي و أعطيها الحرية بأن تتنفس و تطلق العنان لمثل هذه المشاعر السامية و النبيلة فكيف لا أسقط بعدها خائر القوّة .
فتحضر يا حبيبي وتنقذني