يرى البابا غريغوريوس (الكبير)
أن الكنيسة المتألمة -في شخص أيوب- تدعو الهراطقة وأهل العالم أن يسمعوا لأقوالها، فإنها قادرة بمسيحها المصلوب أن تقدم لهم خلال الآلام بشكرٍ تعزيات إلهية فائقة. يوجه القديس بولس أنظار المتألمين إلى صليب رب المجد يسوع، لا ليمتلئوا بالتعزية فحسب، وإنما يصيرون مصدر تعزية للآخرين. يقول: "الذي يعزينا في كل ضيقتنا، حتى نستطيع أن نعزي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزَّى بها من الله" (2 كو 1: 4)، وأيضًا: "كما أنتم شركاء في الآلام، هكذا في التعزية أيضًا" (2 كو 1: 7).
تتمثل الكنيسة المتألمة بمسيحنا المصلوب، إذ قد تألم مجرَبًا يقدر أن يعين المُجرَّبين (عب 2: 18). ونحن إذ نثبت فيه نتمتع بشركة آلامه، فنُصلب معه، لنصير به مصدر تعزيات لا تتوقف.