أصاب المثل القائل "العيون نوافذ العقل والروح". ولما نال الَأعْمى شِفاء البَصَر، انفتح قلبه وعقله وبصيرته للحقيقة عن المسيح، معترفا به: " آمنتُ، يا ربّ وسجَدَ له" (يوحنا 9: 34). ولمَّا شهد بإيمانه ليسوع أنه نُور العالم، وابن الإِنْسانِ والدَّيان، انتقل من الظُلمَة إلى النُّور، من ظُلمَة العَمى إلى نُور البَصَر، ومن المَوت إلى الحَياة. وموضوع النُّور والظُلمَة منتشرة في إنجيل يوحنا. أشرق النُّور في الظلمات (يوحنا 1: 5) وشهد له يوحنا المعمدان "لم يَكُنْ هو النُّور بل جاءَ لِيَشهَدَ لِلنُّور."(يوحنا 1: 8). فعندما جاء يسوع إلى العالم، حقَّق الأمل المسيحاني بتمكين العُمْيان من استعادة البَصَر الذي هو أحد أعمال المسيح المنتظر، كما تنبأ أشعيا النبي "في ذلك اليَومِ تُبصِرُ عُيونُ العُمْيان بَعدَ الدَّيجورِ والظَّلام " (أشعيا 29: 18). وبما أنَّ يسوع هو النُّور الآتي إلى العالم ففي إمكانه أن يُنير العالم، كما صرّح "جِئتُ أَنا إلى العالَمِ نوراً فكُلُّ مَن آمَنَ بي لا يَبْقَى في الظَّلام" (يوحنا 12: 46). ورسالته هي إنارة لا للعيون فقط، بل للقلوب أيضا.