![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إن الإيمان، الذي هو انضمام الإِنْسانِ بثقة الشخص الابن، هو الشَّرّط الوحيد لنيل الحَياة الأبدية، وأكد ذلك يوحنا الإنجيلي "لِتُؤمِنوا بِأَنَّ يسوعَ هو المسيحُ ابنُ الله، ولِتَكونَ لَكم إِذا آمَنتُمُ الحَياة بِاسمِه" (يوحنا 20: 31). أتى يسوع لملاقاته وكشف له عن كونه " ابن الإِنْسانِ"، أي ذاك الذي أتى من السماء ليجمع شمل البشر ويرتفع بهم إلى المشاركة في حياة الله، كما صرّح "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: ستَرونَ السَّماءَ مُنفَتِحَة، وملائِكَةَ اللهِ صاعِدينَ نازِلينَ فَوقَ ابنِ الإِنْسانِ" (يوحنا 1: 51). فإذا كان الابن يُدْعى ابن الإِنْسانِ، لانّ له سلطة الدينونة. "أَفنَحنُ أَيضاً عُمْيان؟" (يوحنا 9: 41). ونحن ماذا يتوجب علينا أن نزيله من حياتنا لننال نعمة البَصَر والبصيرة؟ ونستنتج مما سبق التوصيات التالية: أولا: انه لا يجوز أن نلوم المصابين ونحتقرهم كأن الله قد غضب عليهم كما فعل الفِرِّيسيُّونَ بالرجل الَأعْمى مُنذُ مَولِدِه، بل واجبنا أن نشفق عليهم؛ ثانيا: لا يجوز أن ننسب كل مصيبة إلى خطيئة شخصية، كما عمل أصدقاء أيوب البار معه "فقَد أَثموا أيّوب" (أيوب 32: 3). قد يسمح الله بحكمته بالمصائب لخير أعظم لتكون وسيلة إلى إظهار رحمته وقوّته ومحبته وتمجيده تعالى، وواسطة نعمة لنا " فإِنَّ الَّذي بُحِبُّه الرَّبُّ يُوَبِّخُه كأَبٍ يُوَبِّخُ ابنًا يَرْضى عنه"(أمثال 3: 12) "إنَّ كُلَّ تَأديبٍ لا يَبْدو في وَقتِه باعِثًا على الفَرَح، بل على الغَمّ. غَيرَ أَنَّه يَعودُ بَعدَ ذلِكَ على الَّذينَ رَوَّضَهم بِثَمَرِ البِرِّ وما فيه مِن سَلام (عبرانيين 12: 6، 11)، وفي موضع آخر يقول سفر الرؤيا " إِنِّي مَن أَحبَبتُه أُوَبِّخُه وأُؤَدِّبُه فكُنْ حَمِيًّا وتُبْ" (رؤية 3: 19). ثالثا: يتوجب على المصابين التسلح بالصبر، لأنه ربما لم يظهر قصد الله من مصائبهم إلاَّ بعد زمان طويل ربما لم يظهر لهم إلاَّ بعد المَوت. |
![]() |
|