أَجابوه: ((أَتُعَلِّمُنا أَنتَ وقد وُلِدتَ كُلُّكَ في الخَطايا؟)) ثُمَّ طَردوه.
تشير عبارة "أَتُعَلِّمُنا أَنتَ وقد وُلِدتَ كُلُّكَ في الخَطايا؟" إلى غضب الفِرِّيسيِّينَ الذين عبّروا عنه بشتم الرجل والإساءة إليه، لأنهم عجزوا أن يحملوا الَأعْمى على الكذب بالتهديد، وخجلوا من قوة حِجّته وشهادته الواضحة للحق. صوت قلب الَأعْمى يصرخ مغطِّيًا على صوت اليَهود الذين يريدون إسكاته، لكنّ إصراره وإيمانه جعلا صوته أعلى من صراخهم. فمن هو في العالم وليس من العالم يكون صوته صوت الحق، الصوت المدوّي الّذي لا يقف بوجهه صراخ الألوف المؤلّفَة وضجيجهم. وصدق قول المثل المأثور "الحق يعلو ولا يُعلى عليه ". أمَّا عبارة "ثُمَّ طَردوه" في الأصل اليوناني (ἐξέβαλον αὐτὸν ἔξω (معناها أخرجوه خارجا) فتشير إلى إخراج الَأعْمى المُعافى في ذلٍّ وانكسار انتقاما منه، ولكن هذا الطرد لا يعني الحرم الرسمي، وقد تنبأ يسوع فصل اليَهود لتلاميذه "سيَفصِلونَكم مِنَ المَجامِع" (يوحنا 16: 2). اضطهد الفرِّيسيُون الَأعْمى بسبب تمسكه بالحقيقة وتأديته الشهادة للمسيح.