رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وقالَ آخَرون: ((إِنَّه هو)). وقالَ غَيرُهم: ((لا، بل يُشبِهُه)). أمَّا هوَ فكانَ يقول: ((أَنا هو)). تشير عبارة "قالَ آخَرون: ((إِنَّه هو)" إلى الفئة التي عاينت ما حدث مع الَأعْمى، إذ تمّ كل شيء علانية، أمَّا عبارة "وقالَ غَيرُهم: ((لا، بل يُشبِهُه)) " فتشير إلى الفئة التي لم تُصدِّق: "إنَّه يُشبهه"، لأنَّ عينا الَأعْمى المفتوحتان أعطته شكلًا مغايرًا تمامًا عمَّا كان عليه. اختلف الناس في آرائهم في الَأعْمى كاختلاف معَرَفَتهم به. أمَّا عبارة "أَمَّا هوَ فكانَ يقول: ((أَنا هو))" فتشير إلى شهادة الَأعْمى أنه هو ذاك الذي كان قبلًا َأعْمى يستعطي الناس، والآن يتمتع بشِفاء نعمة الله الفائقة. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " لم يخزَ الَأعْمى من عَماه الأول، ولا خشي غضب الجمع، ولا استعفى من إظهار ذاته مناديًا بمن أحسن إليه". ولا يشهد هنا الرجل لنفسه أنَّه كان َأعْمى وأصبح مُبصرا فقط، بل يشهد للمسيح أيضا الذي شفاه، والذي كان يسوع يعَرَفَ نفسه "أنا هو" سواء للشعب اليَهودي بقوله لهم " إذا لم تُؤمِنوا بِأَنِّي أَنا هو تَموتون في خَطاياكم" (يوحنا 8: 24) سواء لحرس الهيكل الذي أرسلهم عظماء الكهنة والفِرِّيسيُّونَ يطلبوا يسوعَ النَّاصريّ. قالَ لَهم: " أَنا هو " (يوحنا 18: 5) وسواء لتلاميذه عندما فال لهم بعد القيامة " أَنا هو بِنَفْسي. إِلمِسوني وانظُروا" (لوقا 24: 39). وكأن الَأعْمى يريد أن يمثل حضور يسوع الإنساني والمُمجِّد وكأن لهما نفس المصير. |
|