|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يرى الأب هيسيخيوس الأورشليمي أن صوفر ومن معه اهتموا بالمناقشات اللاهوتية في جدال فارغ دون روح وبلا تقوى. يقول: [عندما تُحرث الأرض تُنتج زهورًا وفواكه، وأما التأمل في الشريعة فينتج فضائل. هذا هو السبب الذي لأجله يُطلب ممارسة الشريعة بغيرة (مز 119: 40، 47، 48)، لا بتغليفها بكلمات، بل بالعمل بها، ليس بمناقشة لغة الكلمات الإلهية بطريقة غير مجدية بل بالتصديق عليها بسلوكنا، وإقرارها في أعمالنا. فكما أن المعرفة تجعل القراءة مجيدة، هكذا العمل يهب المعرفة بهاءً. فما هي فائدة كرمٍ لم تُغرس فيه كروم، ولا قُلمت، ولا دُبر أمر العناقيد؟ أليس باطلًا يخرج فارس إلى مكان طلق فسيح وهو لم يدَّرب بعد خيله...؟ على أي الأحوال لم يسلك أيوب هكذا، وإنما من البداية سلحَّ نفسه بالفضائل، ودرَّبها على المعركة خلال التقوى. قدر ما وجد نفسه في غنى ورخاء كان يقدم كل يومٍ عند قيامه ذبائح (أي 1: 5). قبلما كان النور المنظور (الشمس) يشرق، كان يحيي النور غير المنظور. إذ يقفز من سريره، يجري نحو واهب النوم والتسبحة على شفتيه (مز 127: 2)، يبدأ أنشطة اليوم بالاقتراب من خالق النهار... كم من المرات أغلق أيوب فم أليفاز الذي أراد أن يستعرض البلاغة...! كم من مرة أبطل تشامخ بلدد وازنًا كلماته، هذا الجندي الحقيقي للبرّ! بل لاحظوا أن صوفر أيضًا نشر غلبته في مقدمة أحاديثه! ليتنا نتفحص بإدراك كلماته.] |
|