* يلزمنا أن نوافق الكل لنربح الكل، مقتدين بالرسول القائل عن نفسه: "صرت للكل كل شيء، لأخلص على كلٍ حال قومًا" (1 كو 9: 22). كن مع الحزين حزينًا، لأنه لا يوجد شيء يعزي الإنسان الحزين، مثل أن يرى أحدًا يحزن معه على شدته، ومع الفرح فرحًا، ومع الضعيف ضعيفًا. إلا أن هذه المرافقة تكون ضرورية لمساعدة القريب، وتخليصه من شره، لا مشاركته في شره.
انظر كيف ينحني الإنسان ليقيم بيده من كان ساقطًا، فإنه لا يسقط معه ليقيمه، بل يقف مثبتًا قدميه على الأرض لئلا يسقط بسبب الساقط، ثم يمد يده إليه قليلًا، وبمقدار ما يحتاج إلى معونة، وبذلك ينهضه من سقطته.
لتكن هذه الحال صورة مناسبة لنا، فعلينا أن ننحني قليلًا، ونرافقهم يسيرًا في أحوالهم، لنخلصهم من سقطاتهم، ونربحهم لله. إلا أن هذا يلزمنا أن نثبت قلوبنا لئلا يجذبونا وراءهم.