كلمة "ماني" معناها "الرجل المجنون". ظهر في النصف الثاني من القرن الثالث (216 - 277) وكان فيلسوفًا من بلاد فارس، حاول إيجاد ديانة توفق بين الديانات الفارسية والبوذية والمسيحية. وقد رحب به سابور الأول ملك الفرس في بداية الأمر. ولكن كهنة المجوس ثاروا عليه فاضطر إلى الهروب من البلاد. بعث إرسالياته إلى بابوس Papos وتوماس Thomas في مصر، فاستقروا في ليكوبوليس Lycopolis (أسيوط) شمال طيبة، على نهر النيل. استطاعوا أن يكسبوا بعض تلاميذ من الفيلسوف الأفلاطوني الكسندر الأسيوطي فأثاروه وكتب مقالًا ضدهم. يبدو أنهم قاموا أيضًا ببترجمة الكتابات المانوية، وقد وجدت في مدينة المعادي (1930-1931) باللغة القبطية اللهجة الأخميمية التي كان يستخدمها سكان ليكوبوليس وما جوارها. إذ عاد ماني إلى وطنه تبعه جمع كثير، ولكن حكم عليه الملك فارانس الأول بالإعدام سنة 277 م. انتشار شيعته:
انتشرت المانية بسرعة بين المسيحيين وظلت لأجيال عديدة. أحبها بعض المفكرين من بينهم أغسطينوس قبل توبته، وعلة ذلك هو غموض تعاليمها مع إحكام نظامها، وتظاهرها بحل مشكلة الشر، ومظهر تابعيها بالقداسة والتقشف. أهم مبادئه:
1. وجود إلهين، إله الخير وإله الشر، أو إله النور وإله الظلمة. 2. لكل إنسانٍ ملاكه الحارس، الذي يهب المعرفة لمن يشبهه أو يتفق معه؛ وفي نفس الوقت يحتاج الشخص إلى رجل أو امرأة ينتمي إليه أو إليها، إذ لا يستطيع أن يدخل البليروما Pleroma أي العالم الروحي، بدون نصفه الآخر.3. أن كل شخص يتبع ماني له اثنان يوحيان إليه ويقودانه إلى النور. وأن يسوع نفسه السرمدي يعاني من المادة ويخلص بواسطة الغنوصي.
في هذا الوقت ظهر ذلك الرجل المجنون، اسمه مشتق من هرطقته الجنونية. حصَّن نفسه بقلب أوضاع عقله وتفكيره، كما أقامه إبليس، الشيطان وعدو الله، لهلاك كثيرين. كانت حياته وحشية في القول والعمل وطبيعته شيطانية جنونية، تظاهر بموقف كموقف المسيح. وإذ انتفخ في جنونه نادى بأنه الباراقليط، الروح القدس نفسه. اقتدى بالمسيح فاختار اثني عشر تلميذًا كشركاء له في تعليمه الجديد.مزج معًا تعاليم مزورة وكافرة، جمعها من أقوال بعض الآباء الملحدين التي انقرضت منذ زمن بعيد، فبعث بها كسمومٍ قاتلة جاء بها من الفرس إلى هذا الجزء من العالم الذي نعيش فيه.