إذ ارتفع أيوب البار بقلبه وفكره إلى إدراك محبة الله، وامتلأ قلبه بالرجاء. كما نطق بعبارات خاصة بأحواله، تحمل نبوات رائعة عن السيد المسيح الذي احتل مركز الإنسان المتألم، والذي تعثر فيه إشعياء في البداية حيث قال: "لا صورة له ولا جمال فننظر إليه، ولا منظر فنشتهيه. مُحتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن، وكمُستر عنه وجوهنا، مُحتقر فلم نعتد به" (إش 53: 2-3). لكن عاد إشعياء فتمتع بسرّ صليبه، وسَّجل لنا "تسابيح العبد المتألم، أغنية كل نفسٍ تتلاقى مع سرّ الصليب، وتتعرف على مخلصها غافر خطايانا، وواهبها البرّ الحقيقي وشركة الأمجاد الأبدية.