رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«كيف نقدر أن نقابل المسيح اليوم، وهو غير حاضر بيننا؟» فنسألك برأفة الله أن تخصص وقتاً، وتقرأ كلمات المسيح، وتنتبه لإعلاناته عن نفسه. فيعلن لك مجده، وخصوصاً في إنجيل يوحنا، حيث تجد بيانات عن جوهر أخلاقه. ولكن لا تبتدئ هذا البحث موضوعياً، كأنك تستولي على المسيح. بل صلّ في قلبك: «يا رب أنت أتيت معلماً قوياً حكيماً من الله. علمني وافتح قلبي لقولك، واعلن نفسك لنفسي المشتاقة إليك، لأني أريد معرفتك نهائياً». وعندئذ يكلمك المسيح، كما كلم كثيراً من المؤمنين، ويقول لك «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ» (يوحنا ٨: ١٢). فهذه الكملة تنير ظلماتك وتضيء مستقبلك. والمسيح يقول لك: «أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ» (يوحنا ١٠: ٩). فهذه الآية الذهبية، توضح لك الباب إلى السماء قد انفتح أمامك على مصراعيه. والمسيح يقول لك: «أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي» (يوحنا ١٠: ١٤). فهذا الراعي الصالح يعرفك أيضاً. و إن أصغيت إلى صوته تقدر أن تميّز دعوته من كل أصوات العالم. ويقول المسيح: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» (يوحنا ١٤: ٦) فإن قبلت هذه الجواهر الثمينة، فقد دخلت إلى الصراط المستقيم، واشتركت في حق الله، ونلت الحياة الأبدية. تعمق في شهادات المسيح عن نفسه، فتعرف عنصره ووظيفته وقدرته السرمدية. ويقول المسيح: «أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً» (يوحنا ١٥: ٥). |
|