تمَّ التعامل مع الظلم الذي وقع على فليمون بالبر والعدل. فالرسول بولس لم يُقلِّل من شأن الجُرم، بل تعهَّد هو بالدفع، تمامًا كما فعل المسيح معنا. والرسول بولس هنا يُذكِّرنا بالوسيط الأعظم، لا بين رجل غني وعبد فقير، بل بين الله القدوس والبشر الخطاة. كان يمكن أن يُعْدّم أنسيمس، لكن النعمة خلَّصته. وهكذا بالنسبة لنا كان الموت حقًا علينا بحسب ناموس الله، ولكن المسيح بالنعمة حمل الموت نيابة عنا. لقد تنفَّذ حكم الموت، ولكن ليس في المذنب بل في البريء، في المسيح بديلنا المجيد «فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ» (١بطرس٣: ١٨). ومن الكلمات الثلاث التي كتبها الرسول بولس في هذه الرسالة: «احْسِبْ ذَلِكَ عَلَيَّ» (ع١٨)، نجد شرحًا للإنجيل الذي نادى به الرسول بولس.