كانت مرثا إحدى الشريفات ببلاد فارس (إيران)، أشرق عليها نور الإيمان فقبلت هي وزوجها ماريوس أو ماريس Maris وابناهما أباخم (أباخوم) Abachum وأوديفاكس Audifax الحياة الجديدة في المسيح يسوع. تهللت نفوسهم بالله مخلصهم، فكانوا يقضون أوقاتًا طويلة في الصلاة، كما كانوا محبين للفقراء. باعوا كل ممتلكاتهم ووزعوها على الفقراء تحقيقًا لوصية السيد المسيح: "إن أردت أن تكون كاملا، اذهب وبع كل أملاكك وأعطِ الفقراء، فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني" (مت11:19). في روما:
انطلقت هذه الأسرة من فارس إلى روما للتمتع ببركة أجساد بعض الرسل والشهداء. وفي روما كان الإمبراطور كلوديوس Claudius يضطهد المسيحيين في ذلك الوقت، وبأمره سيق الكثير منهم إلى المسرح الكبير حيث استشهدوا بعد أن أطلق عليهم الجنود سهامهم، ثم أخذوا أجسادهم وأحرقوها. كانت ساحات الاستشهاد مليئة بالمؤمنين. وكان الجنود الرومان يجدون لذتهم في ضرب المسيحيين بالرماح وإحراق أجسادهم أمام الجماهير الوثنيين بغير رحمة. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). جمع الجواهر الثمينة:
تشبهت هذه الأسرة بالقديس يوليوس الأقفهصي الذي كان يجمع رفات الشهداء بكل احترام ويرسلها إلى بلادهم ويكتب سيرتهم. ففي وسط نيران الاضطهاد كانت مرثا وماريوس وابناهما ينطلقون نحو الجند ويدفعون لهم أموالًا بسخاء ليسمحوا لهم بجمع رفات الشهداء بكونها جواهر ثمينة. أمام الإمبراطور:
سمع الإمبراطور عن شجاعة هذه الشريفة الفارسية وكل أسرتها فاستدعاهم. أما هم فوقفوا أمامه بلا خوف ولا اضطراب، فقد ارتفعت قلوبهم إلى أورشليم العليا لتتمتع بالشركة مع السيد المسيح المصلوب. حاول الإمبراطور إغراءهم بكل الوسائل فلم يفلح. بدأ يستخدم العنف والتعذيب موجهًا إليهم ثلاثة اتهامات خطيرة، عقوبتها الإعدام. الاتهام الأول هو الإيمان بالسيد المسيح، والثاني هو جميع أجساد الشهداء ورفاتهم، والثالث هو حث المسيحيين على عصيان الإمبراطور وعدم إنكار الإيمان بالمسيح. إذ فشل الملك بكل وسائله أمر بإغراق مرثا في المياه على بعد 13 ميلًا من روما في مكان يسمى الآن سانتا نينفا Santa Ninfa، وقطع رؤوس الزوج والابنين، فنالوا إكليل الشهادة. وكان استشهادهم حوالي سنة 260 م.العيد يوم 19 يناير.