* لماذا (كان في قلق)؟ لأن أيوب يطلب في صلواته حلول الموت. إنه كمن يدافع عن نفسه، إذ هو مضطرب من التجارب، لأنه لا يعرف تمامًا ما هو سرّ تجاربه التي يصبها العدو عليه. لهذا يقول: "ماذا أفعل؟"
يتبع ذلك: "يسرق الغرباء خيراتي" (راجع أي 17: 2 lxx). يدعو أيوب الشياطين غرباء لأنهم مخادعون، وأعداء لأنهم بالطبيعة غرباء حقيقيون لجنسنا. أما بخصوص سرقة خيراته، فقد قال هذا ليس لأنهم سلبوا خيرات أيوب، وإنما لأنهم كذبوا على الله كمن يسرق الكلمات عندما قال المفتري رئيسهم لله: "لا، بل ضع يدك والمس كل ما لديه، فبالتأكيد سيلعنك" (راجع أي 1: 11)... أما بالنسبة لله، إذ يعرف السرقة (التي ارتكبها الواشي) بكلماته، فقد سمح له بالتجربة لكي يجعل أيوب يتهيأ لعلامة النصرة المتلألئة. فإنه بالحق كمنتصرٍ يتجاسر فيقول: "من هو هذا؟ يضم يده معي" [3 lxx].