رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* صالح لكم الاضطهاد، لأن محبة الصليب غنية فيكم. عزيزة عليكم العذابات، لأن نار محبة ذاك الذي ألقى ناره في العالم (لو 12: 49) مضطرمة فيكم. جهادكم عجيب، لأن مضطهديكم أشرار. معركتكم مليئة عجبًا، لأن أعداءكم ألداء. لو اضطهدكم الوثنيون لكان مسوغًا لآلامكم وراحة لعذاباتكم، لكن الآن يصطف اليهود أعداء الصليب ضدكم. آلامكم أسمى من أية آلام. وإكليلكم أكثر انتصارًا من أي إكليل... عظيم هو جمال من تكثر آلامه. وهكذا يصير الإكليل جميلًا بقدر قسوة الضيق. فالروح المعزي الذي يجعلكم حكماء يعرف أن يتكلم فيكم، ويقول: "آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا" (رو 8: 18). إن ضيق زمن قصير، يقربكم لتحفظوا الحياة الدائمة التي لا نهاية لها، وعندما تموتون عن العالم تظهرون بالموت الحياة مع المسيح. من لا يشتهي أن يجني الحياة الأبدية من ضيقات الزمان؟ العالم ينحل ويذبل جماله، ويترك غناه، وتزول سلطته ويُرذل بهاؤه، وتبطل مرتبته، وتنتهي حياته، وتتغير أشكاله، ويتناثر كالورد، ويذبل كالزهر، ويهرب كالظل، ويُطوى ويسرع كالعجلة، وتزول معه كل الأمور التي تجري فيه، إن كانت الراحة أو العذاب، الكرامة أو الإهانة؛ كل خواصه تظل معه ومثله. ضيقاته لا تطول، وراحته ليست حقيقية. القديس مار يعقوب السروجي |
|