+لمّا ذهبتُ بعد الظهر إلى الجنينة، قال لي ملاكي الحارس: «صلي من أجل المنازعين». فبدأت في الحال تلاوة السبحة مع العاملين في الجنينة من أجل المنازعين. وبعد السبحة تلونا صلوات متنوعة على النية نفسها. بعد الصلاة أخذ العاملون يتحدّثون فيما بينهم بفرح ورغم الضجة التي كانوا يطلقونها، سمعتُ هذه الكلمات في داخلي: «صلي لأجلي». لم أتمكّن من فهم هذه الكلمات بوضوح. ابتعدت بعض الخطوات من العمّال ورحت أفكر: من هو الذي يطلب مني أن أصلي من أجله. سمعتُ حينئذٍ هذه الكلمات: «أنا الأخت…». كانت تلك الأخت في فارسو بينما كنتُ أنا في فيلنيوس. «صلي لأجلي إلى حين أقول لك أن توقفي إنني أنازع». وبدأت فورًا بصلاة حارّة [موجهة صلاتي] إلى قلب يسوع المنازع. فلم تدعني أستريح وثابرت في الصلاة من[ الساعة] الثالثة إلى الخامسة. في الساعة الخامسة سمعت هذه الكلمات:«شكرًا».
ففهمت أنها فارقت الحياة: في اليوم التالي تابعت صلاتي من أجلها بحرارة طيلة الذبيحة المقدّسة. بعد الظهر وصلت بطاقة كتب عليها أن الأخت… ماتت في ساعة كذا… فأيقنتُ أنها كانت الساعة السادسة ذاتها حين قالت لي «شكرًا».