رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أفرام السرياني لنستفق لئلا تديننا النسوة الحريصات، تأمل حرص رفقة وتواضعها فإنك تعجب من فضيلة تلك المغبوطة كيف قبلت التغرب لأنه قد كتب أن رفقة لما نزلة إلي العين ملأت الجرة وصعدت فحضر الغلام إلي ألتقائها وقال: أسقيني ماءً يسيراً من جرتك. فقالت: له أشرب يا سيدي وبادرت فحطت الجرة علي ساعديها وسقته إلي أن ارتوى من الشرب. وقالت: أنا أسقي جمالك. فأكملت الصوت الإنجيلي قبل أجيال كثيرة، لأن الرب يقول: إن سخرك أحداً ميلاً واحداً فإذهب معه ميلين. وهكذا هذه المغبوطة ضاعفت النعمة حين قالت له: أشرب يا سيدي وأنا أسقي جمالك إلي أن تشرب كلها وترتوي. وإذ قالت هذا القول أثبتته بالفعل علي حسب المكتوب إن ملكوت السموات ليس هو بكلام فقط بل بقوة لأن رفقة أفرغت الجرة كلها في المسقى وبادرت إلي البئر لتستقي وسقت الجمال كلها فأبصر فضيلة نفس لا عجز فيها ولا كبرياء ولا تعظم دعت الغريب سيداً خدمت المسافر كخادمة له بنية خالصة. هكذا صنع يعقوب حين دحرج الحجر عن البئر وسقي غنم لابان أخي أمه، لكن إن قال أحد: إنما صنع هذا لأجل حرمة الجنسية. فسيوبخ هذا من أفعال موسى لأن الكتاب المقدس يقول: إن موسى تنحى من حضرة فرعون وجاء إلي أرض مدين فجلس علي البئر وكان لكاهن مدين سبعة بنات راعيات غنم يثرون أبيهن فلما أقبلن استقين إلي أن أوعين الأحواض ليسقين غنم أبيهن، فلما جاء الرعاة أخرجوهن فنهض موسى فخلصهن وسقى غنمهن. |
|