رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أَصُوِّرْتَ أَوَّلَ النَّاسِ، أَمْ أُبْدِئْتَ قَبْلَ التِّلاَلِ!" [7] يوبخه بسؤال: "أصورت أول الناس؟" كأنه يقول له: هل أنت أول إنسان قد خُلق، فصرت أقدر من غيرك على فهم أحكام الله؟ هل عشت في أيام الخليقة، وكنزت في داخلك حكمة العصور الماضية، حتى أنك تتحدث باعتزاز وافتخار وفي ثقة يقين؟ هل صُورت قبل آدم؟ آدم اخطأ، ومع هذا لم يعانِ مما تعاني أنت منه، ومع هذا ألا تريد أن تعترف بخطاياك؟ "أم أبدئت قبل التلال؟" إن كانت الحكمة نفسها مثل الجبال المرتفعة (أم 8: 23 الخ؛ مز 36: 6)، فهل أنت أعظم من الحكمة نفسها؟ أما يليق بك أن تنحني أمامها، لتغرف منها عوض التشامخ بحكمتك الذاتية؟ تقول الحكمة: " من قيل أن تقررت الحبال، قبل التلال أبدئت" (أم 8: 25). وكأن أليفاز في تهكم يسأل أيوب: ألعلك أنت هو الحكمة بعينها التي بدأت قبل التلال، وقد تشخصنت أو صرت شخصا؟ * لم يقل أيوب هذا أية كلمة يدعي بها المجد لنفسه، لم يقل أنه مخلوق قبل كل البشرية... إنما في عبارة واحدة تحدث عما حدث مع البشرية في البداية (13: 26)، فوضع نفسه موضع الكل. لكن أليفاز أراد أن يتهم أيوب أنه حمل أفكارًا عالية خاصة بالله؛ أنصتوا إلى ما أضافه: "هل سمعت أحكام الله؟ أو قصرت الحكمة على نفسك؟" [8) الأب هيسيخيوس الأورشليمي |
|