رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* "هكذا يرقد الإنسان ولا يقوم". يبدو هذا صعب جدًا، لماذا نتعب ونجاهد، إن كنا لا نجد بعد مكافأة القيامة؟ كيف يُقال: "لا يقوم"، مع أنه مكتوب: "كلنا سنقوم، لكن ليس كلنا نتغير". وأيضًا: "إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح، فنحن أشقى جميع الناس". ويقول الحق نفسه: "كل الذين في القبور يسمعون صوته ويقومون، ويذهب الذين صنعوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين صنعوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (1 كو 15: 51، 19؛ يو 5: 28، 29). لكن العبارة السابقة إذ تضيف: "إلى أن تزول السماوات لا يستيقظون، ولا يقومون من نومهم". فمن الواضح أنهم سوف لا يقومون إلى أن لا تعود توجد السماوات، فإن لم تأتِ نهاية العالم لا يستيقظ الجنس البشري إلى الحياة من نوم الموت... علاوة على هذا فنلاحظ لماذا بعدما دعا الإنسان ميتًا قبلًا، أشار إليه بعد ذلك أنه ليس بميتٍ بل هو نائم، وأنه لن يقوم مرة أخرى من نومه حتى تتفتت السماوات، التي لا تعني سوى أن نفهم بوضوح أنه بالتشبه بالشجرة التي تنتعش من جديد للحياة، يشير إلى الإنسان كخاطي ميت، أي ليس فيه حياة البرّ. ولكن عندما يتحدث عن موت الجسد يفضل أن يدعوه هذا ليس موتًا بل رقادًا. بالتأكيد يعلمنا الرجاء في القيامة، حيث يقوم الإنسان بسرعة من النوم، سيقوم في لحظة بإيماءة من خالقه، يقوم من موت الجسم. فإن كلمة "الموت" ترعب أصحاب العقول الضعيفة، أما لقب "النوم" فغير مخيف. لذلك إذ يوصي بولس تلاميذه يقول: "أريد أن لا تجهلوا أيها الإخوة بخصوص الراقدين، ألاَّ تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم. فإننا إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام، فإنه هكذا الذين رقدوا في يسوع سيحضرهم الله معه ثانية (1 تس 4: 13-14). البابا غريغوريوس (الكبير) |
|