رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تَدْعُو، فَأَنَا أُجِيبُك. تَشْتَاقُ إِلَى عَمَلِ يَدِكَ [15]. الله في عدله يرفض المعصية، ولا يقبل الإثم (17:14)، لكنه إذ يدبر الخلاص يشتاق إلى الإنسان عمل يديه. في وسط الشدة يصرخ أيوب إلى الله، وكأن الله لا يسمع له، أما إذ يحين وقت القيامة، فالله يدعوه أن يقوم فيستجيب أيوب، يلتقي مع الله الذي يشتهي إلى عمل يديه، حيث يحمل أيوب انعكاس بهاء مجد الله عليه. * "تسألني، فأجيبك" [15]... مادمنا نخضع للفساد لا نجيب خالقنا بأية وسيلة، متطلعين إلى أن الفساد بعيد عن عدم الفساد، وليس من تشابه يليق بإجابتنا. أما عن هذا التغير فقد كُتب: "عندما يظهر نصير مثله، لأننا سنراه كما هو" (1 يو 3: 2). بالحقيقة سنجيب الله، الذي يدعو، لدى الأمر "بعدم الفساد الأسمى"، نقوم في عدم فسادٍ. ولأن المخلوق لا يقدر أن يتأهل لذلك بنفسه، إنما يتحقق هذا بعطية الله القدير وحده، وهو أن يتغير إلى مجد عدم الفساد الفائق، لذلك بحق أضاف: "ستبسط يمينك لعمل يديك". وكأنه يقول بكلماتٍ واضحة: لهذا السبب مخلوقك القابل للفساد قادر أن يُمسك في عدم الفساد، لأنه يرتفع بأيدي سلطانك، ويُحفظ بنعمة اهتمامك. فإن المخلوق البشري، بهذا وحده، بكونه مخلوقًا، يرث في ذاته الانهيار إلى أسفل مما هو عليه، لكن الإنسان ينال من خالقه أن يلتزم بأن يرتفع إلى ما هو أعلى منه وذلك بالتأمل، ويمسك في نفسه عدم الفساد. إنه يرتفع إلى الرسوخ في عدم التغير وذلك بيمين خالقه. من يقدر أن يقدِّر سخاء الرحمة الإلهية، أن يحضر الإنسان بعد الخطية إلى علو مجدٍ كهذا؟ الله يضع في اعتباره الأمور الشريرة التي نفعلها، ولكن برأفته يغفرها في رحمة. وهكذا أضيف: "الآن تحصي خطواتي، وتصفح عن خطاياي" [16]. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(إش 58: 9) حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ |
أيوب | أنْصُتْ فَأَنَا أَتَكَلَّمُ |
أيوب | ثُمَّ ادْعُ فَأَنَا أُجِيبُ |
أيوب | عَلِّمُونِي فَأَنَا أَسْكُتُ |
حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ |