الإبن الضال محبة غامرة فياضة لم يكن يتوقعها إطلاقا , وعرف هو فى حضن أبوه أن خطيته الحقيقية مش أنه ضيع شوية فلوس بل خطيته فى حقيقتها أنه كسر وجرح قلب أبوه المحب , خطيته أنه سبب ألم لهذا القلب المحب العظيم , أى أن آلام الأب المحب كانت هى التى دوبت قلب هذا الأبن وجعلته يشعر بحقيقة وبجسامة الخطية ومدى بشاعة الخطية , وهو ده معنى الخطية أو معنى خطيتى , ومش الخطية أن أنا سرقت قرشين أو أنا كذبت كذبة أو أنا زنيت أو أنا قتلت , مش دى الخطية فى معناها ولكن كل دى مظاهر الخطية , ولكن الخطية أكبر من أن أنا سرقت وكذبت وزنيت بكثير , طيب أيه هى الخطية؟ الخطية فى معناها أن أنا بأجرح قلب هذا الأب المحب وأنا بأكسر خاطر ربنا وبأكسر قلب ربنا اللى حبنى وأنا بأهينه وأنا معاند ومارد وأنا رافض , وكان واضع فى ذهنه أنه يعمل شوية حاجات يكفر بيها عن غلطه , ولكن مالقاش أى شىء يستطيع أن يكفر بيه أو أنه يعوض بيه عن ما حدث وعن ما صنعه لأن الخطية مش ممكن أى مجهود بشرى مهما أشتغل كأجير أنه يقدر يعوض عن اللى عمله فى قلب أبوه وهو ده الإقتراح اللى كان واضعه وكان بيعده أنه يشتغل كأجير وأنه سخافة وإهانة وتجديف بعد ما وجد نفسه فى حضن أبوه , ولما أبتدأ الأبن ينطق بما خطط له والكلام اللى أعده بنفسه علشان يقوله وطوال الطريق وهو بيحفظه ويرجعه فى ذهنه وذاكرته ويقول لما حا أوصل له حا أقول كذا كذا كذا , ومن إعتذار ومن تأسف شديد , ولم يستطيع أن يكمل قدام محبة الآب الفياضة , ومش بس أنه أتلسع بالمحبة وعلشان كده ما قدرش يكمل ولكن كمان أبوه لم يعطيه أى فرصة أنه يكمل الحديث ولم يسمع منه غير لحد وغير مستحقا أن أدعى لك أبنا , ولكن أبوه لم يجعله ينطق بالكلمة الأخيرة " أجعلنى كأحد أجرائك "